23 ديسمبر، 2024 11:31 م

من فكر الماضي نستلهم الحاضر

من فكر الماضي نستلهم الحاضر

الكل منا يدرس ويبحث في كتب التاريخ  ونقلب تجارب الماضين ونرى هل كانت مفيدة أم غير مفيدة ونتخذ القرار المناسب الذي نسير به نحو طريق منير ننجو به من المطبات والحوادث ونأخذ منها العبر وحسن التصرف في أسوء الأمور.
نلاحظ أن كل محافظات بلدنا العراقي وكل مسؤليها لاتحس بالمشكلة أو الكارثة حتى تقع فيها وتبدأ التبريرات والتي هم ليسوا مقتنعين فيها يقولها فقط للسكوت عن فشلهم وعدم اتخاذهم الإجراءات اللازمة قبل وقوع الكارثة أو الأزمة .
قبل آلاف السنين لم  يكن الأعلام مثلما نشهده اليوم من تطور ملحوظ ينقل الخبر في أي مكان في العالم بساعة وقوعه أو قبل وقوعه ،الأعلام اليوم كله منصب على الأحداث المأساوية التي يمر بها البلد من مشاكل كثيرة وكبيرة تبشر بالموت والحقد والطائفية وبات كل فرد منا يعلم ماسيحدث حوله من أحداث لكن ماذا ليس باليد حيله
نرى أن الله سبحانه و تعالى عندما جعل فرعون في مصر يرى الرؤيا التي أنقذت مصر وما حولها ذلك لان فرعون مصر يكاد يكون أعلى سلطة عليها الأنظار في البلاد عندما تروي حادثة أو شيء ما يهم البلد فانه سوف يأخذ صداه الإعلامي ،وكان لله سبحانه وتعالى حكمة حين جعل حاكم مصر هو الذي يرى هذه الرؤيا وكان من الممكن أن يراها إنسان أخر أكثر قرباً لله من فرعون مصر ولكن هل لو رآها إنسان أخر تنتشر وتأخذ صداها الإعلامي ويعلم بها الجميع بالطبع لا.
المغزى من حديثي هذا ليس شرح آية بل أريد أن أقول لمسؤلي كل محافظة من بلدي العظيم الإعلام لم يبقي شيء مخفي ولله الحمد .نحن مقبلون على كارثة عظيمة توشك أن تقضي على أفراد الشعب هي كارثة الحرب الطائفية التي لامناص من وقوعها فيجب اخذ التدابير قبل وقوعها،وقد شاهدنا وسمعنا حتى رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر وخلال تبادل لوجهات النظر مع أعضاء البرلمان أعرب عن قلقه من خطر وقوع الحرب الطائفية في العراق وارتفاع نسبة العنف أذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة والحاسمة من قبل القادة السياسيين .
ولنترك قليلاً موضوع السياسة لأهلها ونبدأ العمل من الآن بتوقعنا أسوء الضروف في كل محافظاتنا وننشأ خلية أزمة وتكون عملية لا على الورق فقط وتناقش وتدرس كل مشكلة محتملة الوقوع وتبدأ بالتعاون مع الجامعات الموجودة داخل كل محافظة بأعداد دراسة خلال فترة شهر كيفية الخروج من الأزمات المحتملة أذا وقعت داخل مدننا مثلاً أزمة انقطاع المياه في نهري دجلة والفرات أو أذا توقف تصدير النفط لأي سبب كان أو أذا انقطع الاستيراد عن البلد وكل مالدينا الآن هو مستورد . يجب مناقشة كل مشكلة محتملة الوقوع ووضع الحل المناسب لها وكيفية التعامل معها ،وليسأل كل مسئول نفسه هل لديه مخزون كافي من المواد أذا حدث شيء داخل مدننا يكفي على الاقل ثلاث أشهر هل وهل وهل وإعطاء الاهتمام الأكبر بالجانب الزراعي ولا أعتمد الاعتماد الكلي على الفلاح بل عمل مشاريع زراعية تكون الدولة هي المسؤولة عنها مع وجود آلاف الخريجين من كليات الزراعة تتمنى العمل لخدمة الوطن وتمويلها موجود خاصة بالمناطق الجنوبية لنترك هذا العام مثلاً برنامج إنعاش الاهوار ونستثمر أمواله لإنشاء مشاريع زراعية تعود منفعتها على الشعب كثير من الأموال تذهب لمشاريع لاتفيد المواطن بشيء ،نحن بحاجة لرجال صادقين مؤمنين بالإصلاح وليعلموا أن مشروع الإصلاح محاط بكثير من المشاكل والمعوقات التي تصل إلى حد اتهامهم بالفساد لذلك نحتاج لرجال مومنين بالتغيير الحقيقي لا الكلام فقط والشعب غارق في المشاكل نتمنى من المسؤليين الجدد في مجالس المحافظات عدم السير على خطى من سبقهم بل أن يبدوا العمل الجاد نحو التغيير وعمل المستحيل لإنقاذ مايمكن إنقاذه حتى لو كان ذلك بتغيير بعض القوانيين التي أكل الدهر عليها وشرب ويفعلوا دورهم الإشرافي داخل مدنهم .