من فداء عليّ إلى صواريخ إيران… المشروع الإلهي لا يُقهر

من فداء عليّ إلى صواريخ إيران… المشروع الإلهي لا يُقهر

في مشهدٍ يعيد ترتيب الذاكرة البشرية على إيقاع النور، وفي لحظةٍ كانت فيهاالأرض على فوهة بركان، توقفت الحرب وتكلّمت السماء.

لم يكن هذا التوقف هزيمةً ولا تراجعًا، بل كان اعترافًا من التاريخ المعاصر أنالجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست دولةً بين الدول بل هي بقية النورالإلهي في زمن الظلام المطبّع.

كما كان محمدٌ هدفًا لمؤامرةٍ كبرى جمعت قريش واليهود والمنافقين ليلًاخلف باب بيته الطاهر، ليفتكوا به، كذلك اجتمع اليوم طغاة الأرض:

صهاينةٌ تل أبيب، ومستكبرون من واشنطن، وأعراب من جزيرة النفط ،ومنافقون بلا هوية.

كلّهم اجتمعوا في محراب العداء لإيران، لأنها اختارت طريق السماء، ووضعتولاية الله فوق كل اعتبارات التسوية والخضوع.

لكن كما كان الامام عليّ عليه السلام في المرة الأولى هو من أفشل المؤامرةببطولته وتسليمه المطلق، كان اليوم عليّ آخر

هو الإمام علي الخامنئي، دام ظله الشريف، الذي وقف بجبين مرتفع، وقالللعالم كما قال سيده علي يوم خيبر :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غاباتٍ كريه المنظرة

لم يكن الصاروخ الإيراني الذي انطلق من قلب الجمهورية ليدكّ قلاعخيبرالعدو، مجرد سلاح بل كان كلمة الله تمشي على الأرض، بيانًا أن هذهالأمة لم تمت، وأن عليًّا ما زال حيًّا في كربلاء جديدة، لا تُقاد بالنفاق ولا بالمال،بل بالدم النقي والإيمان النقي.

ويا للعجب

أيُّ فرقٍ بين من يستجدي وقف إطلاق النار، ويدفع الجزية للأمريكي بكرامةمهانة، وبين من يُملي شروطه بصوته الهادئ، وصموده المذهل، وثقته بالله.

هذه هي إيران

في سوق العهر السياسي، بقيت هي الشريفة.

في طاولة البيع والشراء، بقيت هي التي لا تُباع.

وفي زمن الحياد الجبان، بقيت هي كلمة الحق الناطقة.

ليس لأنها تملك ترسانة نووية،

بل لأنها تملك مدرسة عليّ بن أبي طالب ع ، حيث لا تُقاس القوة بما في اليد،بل بما في القلب من يقين وما في الجبين من خضوع لله وحده.

لقد أثبتت إيران أن الكرامة ليست شعارًا، بل دستور، وأن من تربّى في حضنالحسين ع ، لا يخاف الحصار، ولا يخضع للتطبيع، ولا يتراجع أمام جحافلالشر.

ولمن يسأل: ما سر هذه الجمهورية؟

نقول له:

إنها جمهورية الإنسان قبل السلطان.

جمهورية القرآن لا العرش.

جمهورية الصبر والبصيرة لا النفط والدولار.

وبينما بقيت دول العربان ترقص على ألحان التطبيع، كان في طهرانالخامنئي عليٌّ يقوم الليل لأجل فلسطين،

وكان من خلفة شعب عشق الحسينٌ يُلقّن الصهاينة دروس الفداء،

وكانت أمّةٌ تقول بلسان الحق:

من أراد أن يرى محمدًا حيًّا، فلينظر إلى إيران.

ومن أراد أن يرى عليًّا قائمًا، فلينظر إلى قائدها.

ومن أراد أن يرى الحسين في زمن القهر، فلينظر إلى شهدائها.

نعم

ما أشبه اليوم بالأمس.

ولكن الجديد أن عليًّا لم يكن وحده هذه المرة كان معه شعب، وأمة، وملايينالأحرار في العالم،

يرددون معه:

لن نركع إلا لله ولن نساوم ولو اجتمعتم كلكم.”

وصدق الله إذ يقول:

﴿وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٍۢ يَنقَلِبُونَ [الشعراء: 227]

أحدث المقالات

أحدث المقالات