18 ديسمبر، 2024 11:45 م

من غرائب السلطويين

من غرائب السلطويين

-1-
لا شيء كالسلطة في إخراجها المفتونين من أطوارهم ..!!

انهم بسبب الهيام بحّب السلطة، يجترحون من المظالم والمآثم ما يجعلهم أرقاماً متميزة في القسوة والتدحرج الى الحضيض …

-2-

واذا كانت المنافسات السياسيّة، تُوقع بعض السياسيين المحترفين في مستنقعات التآمر على أصدقائهم وزملائهم متى ما تضاربت المصالح، فانّ هناك ما هو أعظم من ذلك وأشنع ..

-3-

هناك من لا يتورع عن محاولة قتل أحد والديْه تخلصاً منه ..!!

نتيجة حسابات محمومة لا يقرّها دين ولا عقل ولا أخلاق …

-4-

وهذا ما حدّثنا به التاريخ عن ” الهادي ” العباسي مع أمه (الخيزران) ..

-5-

جاء في كتاب نثر الدر / للآبي ج3 ص65 ما نصه :

” وأنفذ اليها يوماً أُرزا مسموماً ،

وقال :

استطبتُ هذا ، فأنفذتُه اليكِ ..

انظر الى خبث الذات ، وسوء الطوية ، واصطناع المكر والحيلة مع من لها عليه حق الحياة ..!!

وانظر الى عظيم استخفافه بالحرمات والقيم المقدسة .

واذا كانت كلمة (أفٍ) الدالة على التضجر والاستثقال قد حُرّم على الابناء استخدامها في مخاطبة الوالديْن، فكيف بارسال السموم إليهما أو الى واحد منها ؟!!

ولقد امتزج إرسالُ السموم ،- وهو عمل مغموس بالخبث واللؤم والدناءة- بالمكر والحيلة والأكاذيب حيث قال المرسِل :

( أستطبتُ هذا فأنفذتُه اليكِ )

قاصداً بذلك حَمْلَها على تناول الطعام المسموم ..!!

ولكنّ القصة تقول :

ان الأُمّ كانت من الحيطة والحذر والذكاء بمكان ، حيث لم تأكل من ذلك الأُرز شيئا ، وعلى حد تعبير الخبر:

(فاسترابت به – اي بالأرز – ولم تأكله )

ولقد وقاها الله شرَّ ما أراد ولدُها العاق ايقاعه بها …!!!

-6-

ولقد سار السلطان متجها الى أمّه ، بعد ان أرسلَ اليها الطعام المسموم ، ليرصد بنفسه كلَّ التداعيات …!!!

وحين وَصَلَ

” قال لها :

هل أكلتِ الأُرز ؟

فقالت :

نعم “

وفي هذا الجواب ما يدهش ذوي الألباب ..!!

” فقال :

لو أكلتِهِ لكان الأمر بخلاف ذلك ،

متى أفلح خليفةٌ له أُمّ ؟ “

وهكذا كَشَفَ السلطان العاق عن ضحالة وسفالة كبيرتيْن، عبر هذا الكلام البائس ، والفعل الشائن ، والنَفَس المحموم …

*[email protected]