23 ديسمبر، 2024 3:55 م

من غرائب التاريخ بين الصفويين والعثمانيين وشيعة العراق

من غرائب التاريخ بين الصفويين والعثمانيين وشيعة العراق

صفي الدين الأردبيلي المتصوف والشاعر الكردي-على رأي- الآذري (التركي)-على رأي آخر- الشافعي مذهباً حتى وفاته سنة 1334م، وريث مدرسة الصوفي زاهد الجيلاني وزوج ابنته، هو الجد الأكبر لمؤسسي الدولة الصفوية.
تحول حفيده الخوجة علي بحدود سنة 1339م إلى المذهب الجعفري الإمامي وتحول مريدوه معه.
أسس أحد أحفاده إسماعيل الصفوي سنة 1501م الدولة الصفوية والتي حكمت إيران وتحولت أغلب مناطق إيران إلى المذهب الجعفري، ولا يعني ذلك عدم وجود المذهب الجعفري في إيران قبل هذا التاريخ، ولكننا نتحدث عن انتشاره على نطاق واسع.
احتل الصفويون العراق لمدة (42 سنة)فقط-وسيتضح لكم لماذا قلت فقط-  مقسمة على فترتين احداهما من سنة 1509-1535 والثانية من سنة 1624-1638.
ولم تمتد سيطرتهم خارج العراق ضمن المنطقة العربية إلا قليلاً، ولم يدعو الخلافة ولم يتسموا بإمرة المؤمنين، وكانوا على نزاع مع العثمانيين.
انتهت دولتهم عملياً سنة 1785م، وحكمت وسيطرت على إيران بعدهم سلالات مختلفة بعضها أفغاني وبعضها كردي (الزندية) وبعضها تركي (الافشارية والقاجارية)، وخاض شيعتها صراع مع السلالات الحاكمة ورفضوا كل صور العمالة والعلمنة-محاولات محمد رضا بهلوي- وقامت في إيران دولة إسلامية سنة 1979م.
 
أرطغرل قائد عسكري من السلاجقة ارسله سلطان السلاجقة الاتراك علاء الدين السلجوقي إلى المناطق المعروفة اليوم بتركيا سنة 1227، استقل ولده عثمان ببعض المناطق وقويت شوكته وأسس الدولة التي عرفت باسمه الدولة العثمانية سنة 1299م.
احتل العثمانيون العراق مدة (368 سنة) مقسمة على فترتين إحداهما لمدة 89 سنة من سنة  1535-1624، والثانية 279 سنة من سنة 1638-1917.
لم يقدموا خلال مدة حكمهم الطويلة للعراق سوى الخراب والصراعات.امتد نفوذهم لأغلب المناطق العربية-بل كلها تقريباً-  لنفس الفترات تقريباً، بقيت الدولة العثمانية قائمة إلى سنة 1923م.
ادعو الخلافة الإسلامية وتسمى سلاطينهم بإمرة المؤمنين واعترفت لهم المناطق العربية بذلك ودانت لهم.
قامت دولة تركيا على أنقاض الدولة العثمانية وأعلنت نفسها دولة علمانية وعادت الإسلام وتخلت حتى عن الحرف العربي وتنكرت حتى لآسيويتها واتجهت أوربياً!
حارب الشيعة العراقيون مع العثمانيين –رغم إنهم كانوا دائماً مظلومين من قبلهم- ضد الانكليز وكانوا سبب تأخير دخول الإنكليز لبغداد لعدة سنوات، وبالتالي انتهاء التواجد العثماني في العراق.
بينما وقف السنة العرب في باقي المناطق العربية ضد العثمانيين بمعونة الإنكليز وقاموا بما سميت بالثورة العربية الكبرى سنة 1916 للتخلص من العثمانيين، وتبين لاحقاً إن وعود الإنكليز كانت خدعة أو لعل من تزعم الثورة كان شريك في الأمر.
مع كل هذه الحقائق وإلى الآن هناك من يتهم الشيعة بأنهم ضد الإسلام وإن التشيع فارسي النشوء وإن شيعة العراق صفوية!
قراءة التاريخ كما هو تكشف الكثير.