21 مايو، 2024 5:22 ص
Search
Close this search box.

من عنده وزير للبيع…..اقليم للبيع

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ان تأسست دولة السراقِ في العراق وتولي الامير بريمر بابا والخمسين حرامي مقاليد الولايه والوصاية من سلطان الامم والبلدان بوش الثاني فقد حرصوا على ان لايُمس كنز الكنوز والذهب المكنون  باي سوء. فحافظوا عليه ولم يحتاجوا ان يبحثوا عنه مثل علي بابا لأنهم يستخدمون السحر والفلك وهم يعرفون كم ثمن هذا الكنز درهماً درهما
اما مكانه فهو في ولايه من ولايات العراق القديمة تدعى بصره.
أخذ سمو الامير يفكر كيف يحزر كلمة السر كي يمد يديه الى الثروه هل هي افتح يامستور لا يا مسحور لا. الى ان وجدها يا دستور يادستور.
دعا الامير مجموعه الخمسين اليه قال أني ادعوكم اليوم ان تكتبوا صحف وتجعلوا الدستور عنوانا لها
نزولا عند رغبة مولانا سلطان السلاطين. 
قالوا كيف لنا ان نكتب ذلك وأنتم أولياء نعمتنا وأنتم خير منا وان كتبناه سوف نكون فيه مختلفون. قال فليكتب كل منكم مايريده وانا له لجامعون. قالوا سمعا وطاعه ولكن امركم هذا قد يطول وانا لمصالحنا في شغل جاهدين. قال هذا علينا هين سنعطيكم ما تشتهون.
فكتبوا وما ادراك ما كتبوا وكانوا لكل شئ حاسبين منتفعين.
ثم عرضوه على الامير قال أحسنتم فأغدق عليهم العطايا وكانوا له ممنونين.
ارسله الامير الى مستشاريه ان اعدلوه فعدلوه.ثم عرضه عليهم قال هذا دستوركم فاتبعوه يحفظ لكم مصالحكم ويديم لنا خراجنا وسنكون له حافظين. 
قالوا انا نبايع على الدستور فأكملوا نعمتكم علينا واعرضوه على أهل البلاد ليبايعوه. ففعل فبايع القوم الدستور قبل ان يقرأوه.
فاجتاحت البلاد امواج الانتماءات بحجه الحريه التي منحت. حزبيه طائفية عشائريه اقليميه كتل مجالس مرجعيات هيئات تجمعات منظمات وطبعا كل منهم لديه أمين عام. هنا بدا الدستور يفور ويظهر سحره.
لم يكن لدينا خيار الا المضي باتباعه وطبقا لتعليماته ان يختار أهل البلاد من سينوب عنهم
احتار عباد الله من يختاروا والتبس عليهم الامر واشيعَ ان الاحوط ان تبايعوا الشمعه في الاولى ففعلوا وفي الثانيه الثلاث خمسات ففعلوا. المهم ان القبه اتسعت لكل الانتماءات وصار من تحتها أمراء
ثم اختلفوا كيف يقسموا ماغنموا كل يريد لقمة اكبر لان خدمته الجهاديه اكبر.
ثم اختلفوا من يكون واليا والذي يجب ان يكون مقبولا وخاضعا لامر السلطان فهرع احدهم وقال أني لامركم لمن المطيعين ولما تطلبوه لمن المنفذين.
وفعلا حظى (عتوكي النابغي) بالقبول ولاندري كيف اجتمع الرضا عليه من سلطان السلاطين وخصمه فَقِيه السلاطين. 
ادرك عتوكي انه غير قادر على ان يدير مهنته هذه لوحده خاصه وان هناك الكثير من المنافسين له فجمع كل عتاك كان يعرفه. فبدأوا يبعيون ويشترون واحيانا كثيره يقايضون المناصب والادوار والهيئات  والأدوار مرة نائب واخرى وزير مستشار مدير بالوكاله  مدير مكتب رئيس تحالف. …الخ
هنا اصبحت البلاد تدار من العتاكين وأصبح هناك مزاد وسوق هرج والكل يبيع ويشتري وأهل البلاد عما يحصل غافلون.
بدأت حاشية عتوكي بترسيخ أفكار السياده والولاية والبطوله وأطلقوا الأسماء التعظيميه عليه بل أرادوا استنساخه ليكون خالداً فبرز لنا اسما لاينسى أبداً وصار عندنا (عتوكي المختار).
ووصل هذا الشعور الى العظمه عندما دحر خصيمه في ولايه البصره ب(صولة العتاك) علما انها كانت ضد اقل من ثلاثمائة شخص وسيتكرر هذا الرقم ويالها من صدفه.
وليس بعيدا كان هناك ثلاثة يترصدون المشهد
أولهم احد الحكماء وكان هادئ وذكي
الثاني كان ذئبا وكان جرئٌ وقوي
وثالثهم كان غرابا طموحا وانتهازي
كان الحكيم شاب يسعى لامتلاك ولايه كبيره وكان يخطط لذلك بدقه وكان يمهد لذلك بصبر وأناة ويعلم جيدا ان لا مجال للانقضاض على المختار الا عندما يخطأ وينهار.
اما ذئبنا فكان يحمي ممتلكاته جيدا واراد ان يطرد كل من ليس من جنسه بل وأخذ يستحوذ شيئا فشيئا على ثروات غيره وحلمه ان يكون ملكا عظيما ويستدعي كل بني جنسه من الولايات القريبه والتي لم يكن يسيطر عليها.
اما غرابنا فكان ضعيف الجناح جمعته الصدفه مع احد عيون سلطان السلاطين وبين له انه لمنهجه من المتبعين. قال وكيف تخدمنا. قال اعمل منبرا انادي بالحريه والمدنيه والدستور وهذا ما تريدون.
أعطاه مالا كافيا وفتح المنبر وأخذ بالنعيق دستور دستور    
نعود الى عتوكي فقد ادار كل شئ بنفسه فهو قائد الجيش وأمره وقائد الشرطه والمتصرف بشأن الدوله فأنشأ جيش من العتاكين وجهزه بسلاح عتيك وأرسله الى المناهضين له في غرب البلاد ووسطها وجلس هو في عاصمته الخضراء. انهار جيش العتاك تماما امام ثلاثمائة شيطان دخلوا الحدود من ولاية مجاوره.
هنا كل واحد من المتربصين أخذ موقفا
الشاب الحكيم انقض بسرعه ليسقط الولاية الثلاثه للمختار بعد التشاور مع الذئب والذي بدوره اجتاز حدود ولايته بحجة الدفاع عن البلاد وغنم السلاح من الجيش المنهار ولا يزال يعوي ويسمع عوائه لمن يحكم البلاد.
اما صاحبنا الغراب فقد تعب من النعيق من منبره
ولم يسمعه احد ولم يكن من المؤثرين.
ولأنه طموح اصبح منبره ضيقاً عليه فأراد ان يصبح ممن هم تحت القبه فأرتمى في احضان الشاب الحكيم. فقال له أني لكم من المنحازين وسارفع صوتي من منبري باسمكم عاليا وستكون انت من الرابحين.
كان الشاب الحكيم محتاج اي صوت ليطيح بالعتاك المختار فوافق واعطاه مايكفي ليبايعوه.
استخدم الغراب منبره ببراعه وأخذ يجول في ازقه الولايه ويكرم فقيرهم ويؤمل شبابهم ويعالج مريضهم وأقنعهم ان الدستور اعطاهم الحق بان يديروا ولايتهم بأنفسهم فجمع معه غربان اخرون وبدأ النعيق حتى صدق العباد بانه المنقذ لاوضاعهم فبايعوه وصار تحت القبه.
مر عام كامل والنعيق مستمر ولم يحدث شئ بل ازدادت الأوضاع  سؤاً وضج العباد وخرجوا الى الشوارع ثأئرين وللحقوق مطالبين.
فاستغل غرابنا الموقف بحرفيه عاليه وانسحب من الشاب الحكيم بعد ان فقد الأخير شعبيته في الولايه القديمه.
جمع غرابنا انصاره وقال هذه فرصتنا لنعمل حلفاً وساوزع الأدوار حسب الانتماء وفعلا فازوا في الصولة الاولى.
هنا قد يسال السائل هل كان غرابنا بهذا الذكاء ولماذا سكتت عنه العتاكه الكبار. ولماذا لم يسقطه الشاب الحكيم لحد الان. ان غرابنا لم يكن الا مأمورا وتابعا وحليفا ممتازا لعيون سلطان السلاطين ولم يتوقف أبدا عن تمويله او توجيهه او ابعاد العتاكه عنه حتى بلغ ما بلغه وسيلجأ الغراب الى الذئب ليؤيدهُ تحت القبه بأيعاز من سيدهُ احد عيون السلطان وسينفذ الذئب مقابل ثمن لانعلمه
وسيتحقق ما يريده سلطان السلاطين ويفتح باب الذهب المكنون. بعد ان يتولى غرابنا مقاليد الحكم على ولايتنا. بعد ذلك سوف لن يكون لسلطاننا اي نفع في بقيه البلاد وسيتركها مفتوحة امام الشياطين والعتاكه والدجالين طالما يكنز من ثروات الولاية البصره. وعند ذلك سيصيح العتاكه من عنده اقليم للبيع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب