بدأت الحرب العالمية الثانية مع بداية الازمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينيات من القرن العشرين عند اعتماد الدول على القومية الاقتصادية التي عملت على الحد من الاستيراد وتشجيع التصدير وذلك عبر تخفيض قيمة النقد وهذه الخطة الاقتصادية ادت الى حرب تجارية ساهمت في توتر العلاقات الدولية وخاصة في البلاد الديموقراطيّة (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) والتي كانت تحتكر 80% من الرصيد العالمي للذهب كما أنها تملك إمبراطوريّات استعماريّة كثيرة ومناطق نفوذ شاسعة، بينما اعتبرت الأنظمة الدكتاتورية (إيطاليا، ألمانيا، اليابان) نفسها دولاً فقيرة مما دعاها للمطالبة بإعادة تقسيم المستعمرات وذلك حتى تضمن ما أسمته بالمجال الحيوي؛ أدى ذلك إلى ازدياد تضارب المصالح وتوتر حاد في العلاقات الدوليّة وتدهور كبير في عملية السلام العالمي انتهى بحرب عالمية كارثية .
اما اليوم فعلامات الحرب العالمية الثالثة بدات تظهر فقد اعلن عنها هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق بالقول إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدأت في الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى. وأفاد أنّ الدوائر السياسية والاستراتيجية الأميركية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصًا النفط والغاز، مؤكدًا أنّ السيطرة على البترول هو الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء فهو السبيل للسيطرة على الشعوب.
وكشف أنَّ العسكريين الأميركيين حققوا هذا الهدف تقريبًا أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لطلباتنا. “وبقيت ايران حجر واحد علينا إسقاطه من أجل إحداث التوازن.
وأوضح كيسنجرفي حديث أدلَى به لصحيفة “ديلي سكيب” الأمريكية أنَّ ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره.
ان دور الأزمة الاقتصادية العالمية التي يراها البعض من الاسباب المهمة و الرئيسة لنشوب حرب عالمية ثالثة على خلفية بروز الظاهرتين الاقتصاديتين في الحربين السابقتين. وعلى الرغم من ان التاريخ لا يكرر نفسه إلا أن كل المؤشرات تتجه نحو نشوب هذه الحرب في ظل العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي تفرضها الولايات المتحدة ومحورها ضد روسيا وايران وبعض الدول الاخرى ، وبداية الانقسام وعمليات الاستقطاب التي تجري الآن في العالم.
ما يعكس شكلاً من أشكال الحرب بين واشنطن ومحورها من جهة، وبين روسيا ومحورها من جهة اخرى .