23 ديسمبر، 2024 6:06 م

من عائلة صدام الحاكمة الى عوائل برلمانية وكتل واحزاب سياسية تحكم العراق

من عائلة صدام الحاكمة الى عوائل برلمانية وكتل واحزاب سياسية تحكم العراق

عندما يسألك اي شخص في الخارج عن عملية التغيير التي حصلت في العراق بعد عام 2003 هناك جواب واحد للرد عليه ,وهو تحولنا من حكم الحزب والعائلة الواحدة الى حكم احزاب وعوائل متعددة ,وماكان يرفضه قادة العراق الحاليين وينكرونه على صدام ,بدوا يتشبهون بصدام بقصد او بغير قصد ,لان المنصب والجاه يغري ويفقد البعض حتى توازنه فتحولنا الى حكم عوائل بدأ من المجالس المحلية على مستوى الاحياء والمناطق الى مجالس الاقضية والنواحي امتدادا الى مجالس المحافظات ,ثم ال البرلمان ,وجميع مؤسسات الدولة وحتى السفارات في الخارج لم تسلم من ذلك وخضعت للمحاصصة والعائلية ,فتجد في كل هذه المجالس الاقضية والنواحي والمحافظات ,هناك الزوج والزوجة ,والاب والابن وابن العم والخال والصهر ,حتى وصل بأحدهم في احد مجالس المحافظات الاخيرة ان رشح زوجته وقائمته لاتعلم بذلك الى ان رددت القسم حينها عرف اعضاء القائمة ,ان شريكتهم في النضال والعمل السياسي هي زوجة رئيس القائمة, وبعض العوائل امتدت مثل الاخطبوط ليكون ثلاثة اخوة من العائلة يشغلون عضوية مجلسي محافظتين ,الاخ محافظ والاخوة اعضاء في مجلسي محافظتين ,ريما لزيادة صلة القربي بين المحافظات العراقية وجعل العملية السياسية عملية عائلية وراثية ,حتى تجاوز السياسين الحاليين ماعمله صدام وعائلته خلال 35 عاما وخلال عشر سنوات بعد التغيير هذه احدى  منجزات العملية الديمقراطية التي تحولت الى عوائل برلمانية بامتياز,لابد ان يجلب الاب ابنائه وزوجته واقاربه ومن لف لفهم لان الاقربون اولى بالمعروف ,وانا اقترح عليهم ان يعمموا هذه التجربة البائسة على باقي الدول الغربية والديمقراطية التي مكثوا فيها عهود يتعلمون منهم الديمقراطية ليصدروا لهم بضاعتهم الجديدة بعد عشر سنوات, من استلام مهام السلطة في العراق .لان تلك الدول لاتعرف شيئا عن مفهوم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بين افراد العائلة والاقارب وابناء العمومة والعشيرة ,لان السياسة تريد من ان يسهر عليها فاذا كانت عائلة تكون اولى بحكم الحزب والشعب مرة واحدة لذا نرى الدول التي حكمتها عوائل نادرا ماتطورت ,وربما تتحول الحالة لدينا الى النظام الملكي بدل الجمهوري لتكون العملية السياسية وراثية بامتياز ,ونتحول لهذا النظام مع عدد كبير من الاحزاب والحركات التي يغلب عليها الطابع العائلي, حيث ان الامين العام المؤسس والنافخ الروح بالحزب والمهلم وقائد الجمع المؤمن والمتعبد ,والذي لاياتيه الباطل بين يديه ولامن خلفه هو امين عام من المهد الى اللحد ,لايستقيل ولايقال ويورث الحزب الى احد ابنائه لانه هو الوريث الشرعي لامانة الحزب ,وهو القادر على صياغة قراراته لذلك ترى اغلب الاحزاب لدينا فاشلة وبائسه وتظهر عند اقتراب الانتخابات وتعليق صور مرشحي الحزب للعلن ليبدوءا بالوعود المعسولة ,للفقراء والعاطلين عن العمل وتحقيق الرفايه للشعب العراقي بعد معاناة اربعين عام من الديكتاتورية ولن يرها ابدا ,وانهم المنقذين والمسبحين بحمد الشعب والساهرين على ثرواته من الحواسم واللصوص ,والسابقين الى الخير من خلال رواتب تقاعدية برلمانية لايجوز لعضو البرلمان ان يتنازل عن امتيازته الا بقرار من البرلمان ولتذهب تظاهرات يوم 5-10من الشهر الحالي الجحيم ,لاننا في زمن ديمقراطية العوائل الرشيدة والحكم السديد في ولاية البطيخ .