مثل بغدادي يضرب على المرأة التي تشذ عن جناين العائلة في البيت الكبير ، وهي التي لا تبالي بدورها في خدمة الدار (حسب التقاليد البغدادية )وتظل نائمة مثيرة للمشاكل وبسبب نومها تجيب كل مرة توم ، هذا المثل ينطبق على حكومة عبد المهدي الكسولة منذ تشكيلها ، وهي حكومة كانت نائمة قبل اندلاع المظاهرات المليونية ، رغم علمها بغليان الشارع ، وهي وليدة الكتل وما دامت الكتل موجودة فالمشاكل موجودة، وهذه الحكومة كانت طيلة عامها الاؤل تولد المشكلة تلو الاخرى ، فبالإضافة إلى عدم اكتمال نصابها الوزاري، ظلت خاملة إزاء البطالة وظلت كسولة ازاء تفاقم الفقر ، وظلت تابعة للكتل لا تحل ولا تربط ، وكانت الكتل تصرح بدلا عنها وتقييد استقلالها رغم ان زئيسها جاء بروحية المستقل وانه لا يرأس الحكومة الا اذا كانت من التكنوقراط المستقلين، لكن في النتيجة صارت حكومة احزاب ناقصة النصاب تعمل بالروتين تخاف المليشيات ، ولم تستطع ان تنفذ أولويات برنامجها الإنتخابي ،
ان السييد عبد المهدي لم يكن رجل المرحلة وهذا ما شخصناه منذ البداية ، فهو لا يعارض الكتل ، يمايل الاكراد ، كان ضحية قبوله بالمنصب ، لأنه في كل الاحوال لم يقرأ المرحلة وظل متأخرا عن استحقاقاتها خاصة وان المرحلة كانت تتطلب شخصا دؤوبا يسابق الزمن بيد مطلقة مفتوحة على حل المشكلة تلو الاخرى ، بادئا بالفساد وبالجدية المطلوبة ، متجاوزا عقلية تشكيل المجالس واللجان ، وان يفتح باب القضاء على اقتحام هذه الافة ، وان يقدم الافسد على الفاسد ، ولكن بكل الاسف وهو لا يتحمل النتائج لوحده ظل مسترخيا بفعل عوامل الروتين والبيروقراطية ، حتى صارت حكومته نايمة وأنطبق عليها مثل أهل بغداد ، كل يوم اجيب توم ، وهذا ما روج الظرف المناسب لاندلاع انتفاضة تشرين ، التي هي نتاج تراكم اعمال واخفاق جميع الحكومات ، التي جاءت بعد الاحتلال ، والتي اضاعت ما مجموعه تريليون دولار ، اضافة الى ديون بلغت 140 مليار دولار ، زائدا كل هذا الزمن الضائع من عمر العراق الذي ابتلى بكتل هي الاخرى نائمة همها الوحيد اجيب حكام .