23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

من طفولة صباح مضى..!

من طفولة صباح مضى..!

( إن لم تكن هي الطفولة ، فماذا كان هناك قديما ولم يعد له وجود )
سان جون بيرس1
للصباح أوردة مثل خيوط الضوء التي تربط بين النجمة وشخير الأباء
وللمدينة …
عربات تجر المبكرين الى رزقهم في شوارع غيب الدراهم والأزابيل تمتلئ بأنناس مزورع في بستان لرجل بوذي من أهل الغراف.
عالمٌ فضيٌ .
ينصحنا بربط الحذاء جيدا قبل الصعود الى السطح وكوب الزهرة .
أو ….
إذا أنجزت فرض الحساب ، وغرقت بسحر الرقم سعادة قلم المعلم.
الصباح الباريسي.
حافل بالدمى والمغنيات .
والصباح هنا حافل بشتائم عمال البلدية
ستستيقظ  أمي .
والبيض المسلوق هديتها الى فرجينا وولف وقراءاتي الخلدونية.
أعترف أني كبرت قبل أواني.
وأشعر بسعادة الشموع في الصواني.
القاسم في عرسه
والعاشق في همسه.
وأنا في ثوب طفولتي .
أتخيل وجه أبي خيمة سرك.
وحدها تصنع الفرح
ومارلين مورنو تصنع الأنتصاب.
( مبكر ) هذا الكلام في قواميس الولد.
لكنه يحس بها .
لهذا ألحقه القيصر في جيشه.
وكتب أول قصصه في جبهة الشوش.
أما تلك الطفولة
فلها هريسة محرم .
والصفحة الأولى من طريق الشعب
للصباح ( سكينة الجدة بعد عامها الثمانين )
ترقبنا بسهام الغيرة.
كانت هناك نستلة أسمها نستلة الطالب
تتزاحم معنا من أجلها.
وعندما لاتحصل على شيء
ترمي بخاتمها الذهبي الى السماء
منقوشة عليه طغراء الرقم السري لبدء حرب طروادة.
تلك القديمة حسمها حصان من خشب .
الآن الحصان دبابة وحديد ، ولم تحسم .
أيتها الطفولة .
أتذكر حروبك جيدا .
أسلحتها النارية فك الخروف .
وأذا كان السلاح قاذفة فهو فك جاموسة .
وبعد …
أمي تخيط العباءات للنساء .
لكن العروسات يذهبن الى خياط نسائي.
كانت أمي تحسده وتسميه ( عكوبز )…….!
 
2
عندما اتذكر اراجيح طفولتي المصنوعة اصلا في عالم والت ديزني 
 ومن جذوع النخل…
تعود ذاكرتي الى ارجوحة تتدلى منها جميعا وهي اثداء امهاتنا .
هناك اللذة كلها .
وهناك الحداثة كلها ..
وهناك الدنيا مهما تغيرت محطاتها …
دموع الامهات قطاراتها…..!
 
3
النجوم لن تطفئها الف غيمة .
لكن دمعة أم تجعلها تنكفئ على وجهها الى الصباح.
أكتشف هذا حين توفي أخي الأول .
ومع موت أخي الثاني .
أمي جعلت طفولتنا أوبرا سريالية.
سروايلنا فيها تحولت الى ملائكة من أهل المشخاب
وشخاخهم مطر صيف
 
4
يُفنى البشر.
وحدها الارواح تبقى ،
ولكن تلك الارواح التي فعلت شيئا
 يجعلها موجودة على الدوام..
هذا يرتبط بوجود طفولاتنا .
نحن الذين قرأنا
ثم كبرنا .
وعلى اعتاب آلام فقرات الظهر.
الأنحاءة لاتبكي .
بل تدون خاطرة غرام لفراشة.
 
5
يوم حملت يوم وشهر وسنة ميلادي على أكتافي.
شعرت أنَ ألف حمار
 لا يستطيعَ أن يحمل هذا التأريخ..
 
6
قديما كانت لغة صباحاتنا تطورها أماني طفولة و أغاني فيروز…
الآن الذي يطورها سؤالنا :
كم قتلت المقخخة ليلة أمس……..؟
 
7
علمتنا ، الحياة .
أنها حياة .
وعلمنا السبات ..
أنه نوم..
وعلمتنا الطفولة .
أن الدراهم مهر الدمى..
 
8
هي معضلة أن لاتفهم حتى نفسك
ولا تعرف أن تستعيد شيئا من طفولتكَ
.وتذهب لتكوي قميصك الأبيض..
 
9
حظنا في الحظ
.أن جوائزه مجرد غيب..
ولكن حظنا في الطفولة أننا نستعيد كلما غاب من أرواحنا.