صالح محمد العراقي بين من يقول انه شخص يعمل لدى السيد مقتدى الصدر، يدير حسابات السوشيال ميديا (الحسابات الإليكترونية) الشخصية التابعة له، وينشر فيها ما يطلب منه بالتحديد، لكن ليس دائماً فبعض الأحيان يتصرف من تلقاء نفسه، وهذا الأبعد.
وبين من يقول انه شخص تابع للصدر يأتمر بأمره وينتهي بنواهيه، ولا يتصرف من تلقاء نفسه إطلاقاً، قوله وفعله، قول وفعل الصدر، وهو الذي يمثل ظله، لا بل هناك من يقول انه ذاته مقتدى الصدر، وهذا هو الاقرب، كائن من يكون هذا الشخص، فهو الوحيد القادر على تحريك التيار الصدري، بالاتجاه الذي يرغب فيه، بالإيجاب كان او بالسلب.
بدأت الحكاية عندما حذف صالح العراقي منشور العفو عن كاظم العيساوي، الذي وافق على تحويل ملكية مزرعته في لبنان، الى السيد (احمد مصطفى الصدر)، واعتبرت الموافقة المبدئية هي بداية نهاية الصراع القائم بين العيساوي والصدر.
حذف منشور العفو بعد ساعتين من نشره، هو الذي اثار حفيظة التيار الصدري، واعتبروها تناقضات في كل شيء في الكلام والفعل، أغلبهم اعتبر نفسه مطية عند صالح او الصدر فلا فرق بينهما، لأنهما الاثنين يستخدمون التيار لمصالحهم وخلافاتهم ومشاكلهم الخاصة والعامة الداخلية والخارجية.
وما زاد الطين بِلَّة هو تبرأت العيساوي وأربعة من القياديين بالصف الاول وهم ( قصي العيساوي, علي هادي (ابو جميل), عواد العوادي, عماد (ابو مريم)) من التهم المنسوبة اليهم بالفساد والتجارة غير الشرعية.
واعتبروا تعيين (علي التميمي) عراب صفقة صقر بغداد المشبوهة و (وأبو ياسر وعباس الكوفي) استخفاف بهم عند توكيل الفاسد في كشف الفساد.
وأخذت التناقضات الصادرة من صالح العراقي تتساقط عليهم كتساقط المطر، عندما طلب من جماهيرهم الغاضبة بإبعاد الحنانة عن المشاكل ثم عاد وبعد أربعين دقيقة بمنشور يشكر المتظاهرين الذين تظاهروا امام منزل العيساوي في الحنانة.
ثم عاد وطلب منهم “التظاهر والاعتصام امام مولات الفاسدين ومنع التبضع منها، مدت ثلاثة ايّام” ثم حدث ما كان يرجوه من هرج ومرج امام مول البشير، التابع لجواد الكرعاوي، امتد الى سقوط اربعة قتلى, وخمسة وعشرين جريح، فضلاً عن تدمير وتكسير محتويات المول، ليتطور بعده المشهد الى حرقه بالكامل، وبعد ساعتين من المجزرة، يتذكر مقتدى الصدر فيقول “لا داعي للاعتصام فهذا شهر الصيام, ولا داعي للتظاهر فما عاد للفاسدين مجال للتفاخر”، اَي كسرنا أجنحتهم.
يبقى السؤال: ما ذنب النفوس التي ازهقت؟ وما حكم الدماء التي سالت في شهر رمضان؟ وبرقبة من؟ اطفالٌ تيتمت, ونساءٌ ترملت.
وبعد يومين يتفاجأ الجميع بسيلفي يجمع مقتدى الصدر وكاظم العيساوي وهم مبتسمين؟! وكأن شيئاً لم يكن، ولا ارواحٌ ازهقت, ولا دماءٌ سالت, ولا متاجرٌ احرقت لأُناسٍ لا ذنب لهم, ولا علاقةَ لهم بمعارك الصدريين.
ثم أعقبها بمنشور لصالح العراقي مثير للجدل، يحمل قراراتٍ للصدر وهي:
١- رفع العقوبات عن كاظم العيساوي في حال الاعتكاف.
٢- التبرع بأموال مول الماسة لعوائل من وصفهم بالشهداء.
ربما سائل يسأل مقتدى الصدر، اذا كان مول الماسة بني من الأموال الفاسدة، فكيف تطعم عوائل الشهداء من الأموال السحت الحرام؟ واذا كان العيساوي فاسداً فهل الاعتكاف عقوبة تبرئ ذمته من الفساد والحرام؟ ام جزاء الفاسد تسليمه الى القضاء لينال جزائه العادل؟ فأين شعاراته بتقوية الدولة؟، ثم تلاه العفو عن (عواد العوادي) وتبرأته من التهم الموجهة اليه، بعد محاصرته في داره من قبل المتظاهرين، ووقوفه اربعة ايّام على باب الحنانة ينتظر العفو.
وكانت بداية انفجار الجمهور الصدري ضد قائده، عندما نشر (صالح محمد العراقي) منشوراً على التواصل الاجتماعي، للعفو عن (كاظم العيساوي) وانه محرر آمرلي، ولا يمكن للقائد خسارة صديقه ومعاونه الجهادي، بعد ان رد في منشور سابق على تعليق، انه لن يعود أبداً، مذكرين صالح بتناقضاته، بتعليقات غاضبة، وصلت الى خمسة وعشرين الف تعليق، وضعت الإصبع على الجرح، ولسان حالهم يقول: هل انها صولة ضد الفساد؟ ام انها حرب مولات وملات؟ ام انها معركة مصالح؟!.