تتقادم الازمان وتتعاقب الاجيال و تتكرر بعض الاحداث لتجد نفسك مضطرا لتصديق العبارة التي طالما طرقت سمعك (التاريخ يعيد نفسه), من الامثلة سيئة الصيت التي ملات احشاء التاريخ شخص اسمه شريح بن الحارث الكندي المعروف بشريح القاضي اذا ما طالعنا سيرة هذا الشخص سنخلص الى نتيجة ان هذا الرجل باع اخرته بدراهم معدودة واعان الظالمين من طغاة بني امية و جلاوزتهم على قتل المؤمنين الصالحين وتشريدهم و تطريدهم من امثال الصحابي حجربن عدي وهانئ ابن عروة وسفير الحسين مسلم بن عقيل اي ان وظيفته كانت شرعنة الطغيان بدلا من الحكم بشرع الله العادل والقسط لم يساو الثمن البخس الذي قبضة شيئافي قبال سخط الله عز وجل وعذابه ولعنة التاريخ التي لا ترحم,و اليوم يشخص مثال حي امام ناظرينا رجل اعتلى دكة السلطة القضائية في د ولة يفترض انها اسست على قواعد الحرية العدالة واحترام حقوق الانسان و بعد عقد من الزمان تحكم بها هذا القط السمين بمفاصل اخطر مؤسسة في البلاد مؤسسة يفترض ان تكون مظلة للعدالة واحقاق الحق وانصاف المظلومين لنكتشف انه كان من اعوان المجرم الهدام وانه كان يقدم المشورة القانونية لتشريع الاحكام الفاشستية التي كان يصدرها نظام البعث المجرم لعل من اكثرها جورا وظلما هي عقوبة قطع صيوان الاذن للذين يهربون و او يتخلفون عن اداء الخدمة العسكرية في جيش الهدام ,قيل ان الحاكم المدني للعراق بول بريمر هو الذي عينه بعد عام 2003في ظروف لم تكن بالطبيعية و لانريد ان نسجل عتبا على المحتلين الذين عرفنا وخبرنا همجيتهم وحقدهم على العراق و شعبه و اشاعتهم للفوضى و الفرقة والاختلاف بين اطياف الشعب ,الا ان ما يثير الدهش و يبعث على الاستغراب انه بعد ان تولى زمام الامور في البلاد احزاب و رجال يفترض انهم يمثلون ناخبيهم من الاغلبية المظلومة المهتضمة الحقوق والتي اكتوت بنار الديكتاتورية المقيتة و الاحكام و الممارسات القمعية, هؤلاء الساسة الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم ان يقتصوا من الجلادين و من كل من تسبب في اذى الجماهير التي يمثلونها نجدهم قد اغمضوا جفونهم بل راحوا يدافعون عن هذا المسمى بالمحمود و ليت شعري هل يحمد على مشوراته القانونية لطاغوت البعث التي سببت الام الفظيعة للالاف من ابناء الشعب العراقي,مدحت كشريح القاضي نفس طريقة التفكير الميكافيللية نفس الدوافع الدنيئة كلاهما قد باع ذمته و لكن السؤال الذي يطرح هنا ما الذي يدفع بحكام العراق الجدد للدفاع عنه و المنافحة عنه بالالسن وبكل ما اوتوا من قوة و هم الذين لاتنفك اشداقهم عن اطلاق الشعارات الرنانة في معاداة النظام البعثي وكل من سانده او عاضده , لن يعوزنا الكثير من الحصافة لنعرف ان مدحت كان اداة طيعة بيد السلطة التنفيذية ورئيسها تحديدا يستخدمه لتطويع القضاء و اخضاعه لارادته واستعماله لمواجهة الخصوم وتبرئة الفاسدين و المجرمين من اعوانه ولن نحتاج ان نفكر مليا لنعرف ان الشعارات التي كان تطلقها بعض النخب الحاكمة ما هي الا ماركة لترويج بضاعتهم الكاسدة وهنا لابد ان نسجل للنائب المقدام الشيخ صباح الساعدي هذه الوقفة الشجاعة في فضح دهاقنة الفساد و الاجرام ومن يناصرهم و يحميهم من امثال مدحت المذموم و من شاكله و اذا كان مدحت كما عرفنا قد اشبه بافعاله المشينة شريحا فان الذين يدافعون عنه من ارباب السلطة قد اشبهوا بافعالهم طغاة الزمن الغابر .