التخاذل الرسمي العربي بدأ مع اعلان الرئيس المؤمن السادات بان 99.99% من اوراق الحل للصراع في المنطقة بيد امريكا وزيارته المذلة للكنيست ثم توقيعه اتفاقيتي كامب دايفيد,حيث يصادف 26 مارس الذكرى الـ 43 لاتفاق (السلام التاريخي) بين العدو ومصر الموقع في عام 1979م. استردت سيناء ولكنها منزوعة السلاح, وقد استوطن بها مجموعة من الارهابيين يقضون مضاجع الامنين بعملياتهم الاجرامية,ولم تفلح الاجهزة الامنية والعسكرية في القضاء عليها.
الاجتماع الثلاثي في شرم الشيخ ,افضى الى عقد تحالفات بين الصهاينة ودول العار والمذلة الإمارات والمغرب والبحرين وزعيمة المنبطحين مصر , في بلدة (سديه بوكير)بصحراء النقب, منذ اتفاقية ابراهام يوجد تنسيق امني وسياسي بين الدول المطبعة وكيان العدو, الساسة العرب يحاولون توسيط الكيان لتخفيف التوترات مع امريكا التي يعتقدون انها تخلت عنهم بعودتها الى الاتفاق النووي مع ايران, وتغاضيها عن استهداف الحوثيين لأهداف حيوية وبالأخص المنشآت النفطية.
يسعى الكيان الصهيوني الى حث السعودية والامارات وغيرهما الى زيادة انتاج النفط لمجابهة النقص الحاد في سوق الطاقة نتيجة فرض العقوبات على روسيا. ربما يقوم كيان العدو بالطلب الى الدول المعنية بالمشاركة في الفيلق الاممي الذي دعا رئيس اوكرانيا لتشكيله لمحاربة الروس, وحديثه عن وجود ما لا يقل عن مليون مسلم في اكرانيا,فاصحاب النشامة والفخامة والجلالة يتمتعون بالنخوة الاسلامية ونصرة المظلومين في كافة اصقاع العالم, كل شيء جائز, أ لم تكن نواة المقاتلين ضد السوفييت واخراجهم من افغانستان من رعايا الدول العربية لكسب ود امريكا حينها؟؟.
لقد افلحت امريكا في خلق عدو وهمي للعرب لتفتيت المسلمين, وأقنعتهم بان من يحتل ارض فلسطين ويدنس مقدساتها ويهتك اعراضها ويسبي نسائها (مئات الحرائر في سجون الاحتلال) ويشرد ابناءها ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها, آلاف المستوطنات المتناثرة في الضفة بحيث يصعب اقامة دولة, هو صديق حميم, بل ابناء عمومة يغمرون بعضهم بالأحضان, إنه الخنوع الرسمي العربي للسياسة الامريكية الرعناء على مدى سبعة عقود, رغم امتلاكهم لكافة مقدرات الحياة الكريمة من خلال الموارد الطبيعية, الا انهم فضلوا حياة الذل والمهانة والاتكال على الغير الذين لا يقيمون لهم وزنا, بل يمرغونهم في التراب, حكامنا يدركون ان لا شعبية لهم في بلدانهم وان بقائهم في السلطة رهنا بخدمة اسيادهم المستعمرين وتنفيذ اجنداتهم.
كنا نعتقد ان مصر ستنهض من سباتها, وتتنصل من اتفاقيات الذل والعار, لكن السيسي اثبت لنا ان مصر اولا واخرا ,وان لا صلة له بهموم الامة ومشاكلها, وهذا ما سعى اليه الغرب على مدى عقود, وأن من اتوا بعد عبد الناصر, انعزاليون بمعنى الكلمة.
يبقى ان نشير الى ان أول رئيس وزراء للعدو دافيد بن غوريون اقام في سديه بوكير، ودُفن هو وزوجته باولا هناك, ليس مستبعدا بل من الواجب قيام رؤساء الوفود بزيارة للضريحين وقراءة ما يتيسر من الثوراة (العهد القديم ) ترحما على روحيهما, ووضع اكاليل من الزهور.
العز والفخر لمن يقاومون الاحتلال بما تيسّر ,انهم ينازلون ولا يتنازلون, دهس وطعن فاستشهاد, ليعبدوا طريق الحرية وافتكاك الأرض من براثن العدو.