23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

من شدة الفقر الثقافي ، صرنا نفرح بالبديهيات

من شدة الفقر الثقافي ، صرنا نفرح بالبديهيات

لعل الجميع او الكثيرون يلاحظون التراجع الثقافي في المجتمع والذي يكشف عن نفسه بوضوح عند الحديث في برنامج تلفزيوني او اذاعي او لقاء عابر تجريه قناة تلفزيونية مع المواطنين او برامج المسابقات الثقافية ( الفضائحية) التي اصبحت مجالاً للتندر بسبب جهل الكثيرين المشاركين فيها ..
كذلك نكتشف حجم الجهل والتراجع الثقافي من خلال قراءة المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي والتعليقات والحوار حول نقاط معينة.
غياب عادة القراءة وتراجعها كثيراً لدى البعض ( هذه ظاهرة عالمية وليست عراقية فقط مع ان درجة التراجع مختلفة)..
كل ذلك يجعلنا نفرح فرحاً طفولياً عارماً عندما نجد شخصاً يكتب املاءً صحيحاً ويعرف قواعد اللغة العربية ..
اصبحنا نترك جوهر الموضوع الذي يكتبه الشخص ونتعلّق ونكتفي بسلامة اللغة التي يستعملها !!
معرفة اللغة الأم يفترض ان تكون بديهية ، ولكن هذا هو الواقع المحزن.
التقيت بفتاة من دولة عربية ، خريجة جامعة ولكنها لاتعرف معنى الدول الاسكندنافية ولم تسمع بها !!
كما انها لاتعرف الفرق بين السنتمتر والأنج ولاتعرف ان القدم يساوي ١٢ أنج !!
شاب آخر خريج جامعة / بكلوريوس اقتصاد ، لكنه لايعرف معنى سعر الفائدة ..
العدو الحقيقي للأمم هو الجهل وليس فقط الاعداء الخارجيين ، كل الدول لها خلافات وصراعات مع قوى خارجية من أجل المصالح والنفوذ ونحن لسنا استثناء ، لكن العدو الاشد خطورة هو الجهل وتردي مستوى التعليم.