تصدر من أي إنسان يتعرض لضغط نفسي شديد بعض المواقف التي تكون غير مدروسة بشكل صحيح وبالتالي ستنعكس نتائجها سلباً عليه بعدما كان يتوقع إنها تصب في مصلحته, ولنا في تصريحات المرشد الفارسي خامنئي خلال إحياءه لعيد نيروز الزرادشتي مثالاً, حيث قال (( إن الصرخي وجماعات أخرى يديرون التظاهرات ويرفعون شعارات قطع العلاقات مع إيران ويهاجمون الشيخ المجاهد قاسم سليماني )) … وهذا ما تناقلته قنوات فضائية تابعة لإيران وأعضاء من ائتلاف القانون التابع للسفاح المالكي وهنا انتصر خامنئي ومن طبل لتصريحه للمرجع العراقي الصرخي من حيث لا يشعرون, وما جعله ينطق بهذه الكلمات هو الروح الوطنية التي يمتاز بها المرجع الصرخي وذكاءه وفطنته وطرحه العلمي الموضوعي وعلى المستويين العلمي ” الحوزوي ” والسياسي الذي جعل خامنئي ومن معه يكونوا تحت ضغط شديد, فكانت هذه الكلمات هي انتصاراً للعراق والعراقيين وللمرجع الصرخي, فالخامنئي وأتباعه :
أولاً : أثبتوا أن المرجع العراقي الصرخي رقم صعب في الساحة العراقية وله دور وثقل في الشارع العراقي وكل ما يصدر منه له يطبق على أرض الواقع.
ثانياً : أثبتوا للعالم أجمع أن المرجع العراقي الصرخي في تقاطع تام مع المحتل الإيراني ويرفض التدخلات الإيرانية ولا يريد أي علاقة مع إيران ويناهض مليشياتها وقادة تلك المليشيات, فأوصلوا جزء من فكر الصرخي ومشروعه من خلالهم وخلال وسائلهم الإعلامية, فصارت وسائلهم تنقل منهج الصرخي الرافض لإيران .
أما الرسالة التي أراد خامنئي ومن طبل لكلامه أن يوصلها رسالة لكل العراقيين وهي :
1- كل من يرفع شعارات تناهض إيران فهو صرخي وهذا يعني ملاحقته من قبل المليشيات وسيكون عرضة للقمع والمطاردة.
2- كل من يرفع شعارات تندد بقيادة المليشيات الإيرانية وبما فيهم المجرم سليماني فهذا يعني أنه صرخي وسيكون مصيره الملاحقة والقتل.
3- بصورة عامة هي رسالة لضرب التظاهرات وتفريقها بعدما نسبت لمرجعية الصرخي, لأنهم ينظرون لهذه المرجعية العراقية على إنها مطلوبة لقضائهم الفارسي.
وما نلاحظه في التحرك الإيراني داخل العراق أنها عندما تريد أن تبيد أهل السنة فإنها تلصق بهم تهمة الإرهاب والإنتماء إلى داعش, وإذا أرادت أن تضرب الشيعة فإنها تنسبهم لمرجعية السيد الصرخي لأن هذه المرجعية العراقية ولأنها أصبحت من أكبر وأشد المعارضين للمشروع الفارسي في العراق سيقت التهم والإفتراءات عليها وألصقت بها تهمة الإرهاب والخروج عن القانون والعديد من التهم والإفتراءات وبصورة أريد منها تشويه صورة هذه المرجعية العراقية وكذلك إعطاء شرعية لتوجيه الضربة العسكرية لها وملاحقة كل أنصارها وإبادتهم دون حصول ردة فعل من الشارع كما حصل في مجزرة كربلاء في صيف 2014م , وكما بين ذلك المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير الفضائية والذي أوضح فيه سبب الإعتداء عليه وعلى أتباعه.
إذ بين المرجع العراقي الصرخي في هذا اللقاء أسباب استهدافه بصورة مستمرة من عدة جهات سواء كانت دينية أم حكومية أو قوى خارجية تسيطر على العراق، فاستهدافه كان رد فعل طبيعي لمواقفه التي لا تتماشى مع مشاريع كل هذه الجهات الفاسدة المتسلطة، فمن هذه الأسباب أنه طرح الدليل العلمي الذي كشف جهل المقابل في المؤسسة الدينية وحطم صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها وعمالتها لإيران، ولأنه رفض المحتل الأميركي وجرائمه ومنها جرائم أبي غريب وإفرازاته من حاكم مدني ومجلس الحكم وقانون برايمر ودستور فاشل وانتخابات فاسدة، ولأنه رفض المحتل الإيراني وإمبراطوريته التسلطية وجرائمه وميليشياته ودمجها في الجيش والشرطة العراقية، ولأنه رفض حل الجيش العراقي والقوات الأمنية، ولأنه رفض التقسيم والأقاليم وفدراليات آبار النفط، ولأنه حرم انتخاب الفاسدين والقوائم الطائفية وأوجب انتخاب الشرفاء مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي، ولأنه طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين الأبرياء، ولأنه رفض الاستخفاف بالعراق والعراقي والعرب والعروبة ورفض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين والتشيع الصفوي الفحّاش السبئي الذي يتعرض للخلفاء وأمهات المؤمنين، فقال بالمرجعية العربية وبالصرخي العربي وبالحسني العربي وبالتشيع الجعفري، أما المرجع المقابل، فسيكون مقبولاً وغير مستهدف لأنه يسير في ركب الإحتلال الأميركي والإيراني والفاسدين المتسلطين.