23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

من شدة البَطَر قتلهم الفقر

من شدة البَطَر قتلهم الفقر

العراق أرض الخيرات.. أرض ولاّدة عبر العصور .. فقد كانت منذ العصور الاولى أرضاً خصبة .. والخصوبة ليست طرح الأرض من خيرات الزراعة .. أرض تنجب الرجال والنساء من ذوي الكفاءة والعقول النيرة وفي أي محفل يتميزون عن أقرانهم ويتفوقون عليهم .. أرض تغضب فيكون زفيرها غاز يحترق منذ عشرات السنين .. وبمجرد ان تحرك تربتها بضعة سنتميترات في كركوك والموصل والبصرة حتى تتقد نيراناً لقرب النفط من سطح الأرض .. الماء يجري .. ورغم سنوات الجدب وشحة المطر لم يجف نهرا هذه الأرض ، . في الوقت الذي نسمع عبر البرامج التوعوية لدولة مجاورة ( عزيز المواطن لا تستخدم المياه لرش الحدائق فإن كنت تملك المال لدفع فاتوة الماء فإن ذلك لا يتيح لك هدره ).

ولايتوقف الهدر على ربات البيوت حينما يرمين بعض فائض الطعام في سلة المهملات فيتم بذلك هدر النعمة وتلويث البيئة. الهدر اذا كان متلعقاً بشخص أو مجموعة صغيرة يمكن السيطرة عليه كيف تحل مشكلة دولة تتفنن في هدر ثروة شعبها.

مالذي يحدث في العراق؟؟

1-الثروة البشرية التي لا تعوض هي أول مستهدف في أي عملية سياسية أو غير سياسية لتتجاوز حصيلة شهداء شهر تموز وحده( 2000) عراقي ناهيك عن استهداف الكفاءات العراقية التي انفقت عليها الدولة مئات اللاف من الدولارات أما تهجّر إلى الخارج أو يتم اغتيالها بكاتم صوت في لحظة، هل تتخيل هذا العقل الذي جهد صاحبه لسنوات طوال في تطوير ذاته كيف يتلاشى بلمح البصر؟

2-الثروة من الغاز الطبيعي يحرقها العراقيون من عشرات السنين بدل استثمارها، في نفس الوقت الذي تتفاخر به الحكومة لمد انبوب غاز من ايران لتزويد العراق بالغاز!! أليس الأجدى هو بناء معامل غاز قرب مناطق توافره؟

3- النفط الذي يتعرض للسرقة بعلم وزارة النفط عبر القرصنة على انابيب النفط أو الاحراق والهدر.

4-الماء الذي يتم تلويثه بالمخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي دون معالجة، وفي الحادث الاخيرة تم تدمير انبوب نفط يقع عند النهر مما أدى الى تلوث الماء وانتقال بقعة النفط على طول مجراه.

5-الارض التي يتم تبويرها بسبب توقف الدعم الحكومي للمزراعين، او اغراقها كما حصل قبل الانتخابات في اغراق ملايين الدونمات بحجج مختلفة.

في الوقت الذي يكون فيه سعر لتر البنزين دولار ونصف حين تذهب الى محطة الوقود تراه يسكب على الارضية ، وحين يبلغ سعر لتر الماء 0،600 دولار نرى العراقيين يلوثون دجلة بمياه الصرف الصحي دون معالجة والمخلفات الصناعية واخيراً إغراق النهر بالنفط هل بعد هذا الاهدار إهدار؟؟ وحقاً (إن الانسان ليطغى) ايتها الحكومة الطاغية قليل ما يحصل فينا بسبب إهداركم لثروة هذا البلد ويوماً قالت جدتي ( هاي نعمة .. اللي يرفسها يعمى).