بناء الدولة لا يتم عبر الهتافات والشعارات الخاوية، سيما إذا كانت وفق أجندات خارجية والتسويق عبر جهلة القوم..
هنا يجب أن نقف عند هذا المفصل المهم، بل ونبحث عن أبجديات المفاهيم التي يحملها هؤلاء الجهلة، الذين يقومون بهذه الأفعال التي لم تكن موجودة إلا في هذه التظاهرات، عندما أخذت منحى خطير جداً.. وصلت لإغلاق الطرق الرئيسية المهمة، والتي تتصل بحياة المواطن بشكل مباشر!
السؤال الذي يطرح نفسه،.. هل المقصود من التظاهرة المواطن أم الحكومة؟! واذا كانت الشق الثاني، فلماذا إستهداف المواطن البسيط، سيما غلق المدارس والجامعات وباقي المفاصل التربوية؟ ما يؤلم وصول الإستهانة والتجاوز بالإعتداء على الكوادر التدريسية، والتي من المفترض حمايتها، وهذا يقودنا الى أن التعليم سينتهي به المطاف في هذه الحالة أكثر مما يعاني من الضعف سابقاً، نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة منذ النظام البائد ليومنا هذا، وهذه تبعات يجب التخلص منها
بالاستطاعة أن نقول أن التظاهرة حققت أعلى نسبة إنجاز، وإستقالة عبد المهدي يعد أكبر إنتصار تم تحقيقه، لكن بعد هذا “المنجز” وبيان رأي الشارع، إتضح أن عبد المهدي ليس هو المقصر الاكبر، والإتفاق العراقي الصيني سيقضي على الفساد، مع معارضة أمريكية واضحة البيان والخطاب، فالرئيس الأمريكي وحسب اللقاءآت التلفزيونية جهارا نهارا، يريد نفط العراق كله ولا يعترف بالحكومة !
صار لزاما مطالبة كل العراقيين الشرفاء، وبما أن ترامب أدلى بدلوه، والبرلمان أوضح مطلبه بضرورة خروج كل القوات الاجنبية، علينا كشعب عراقي لا ينام على الظلم، الذي لحقنا طوال السنين المنصرمة، بالخروج والمطالبة برحيل كل القوات الاجنبية.. وجيشنا وحشدنا قادر على حماية العراق، وقد اثبت ذلك في المعارك التي خاضها ضد الإرهاب التكفيري وسحقه.
خروجكم ضد المحتل يمثل التحرر والتخلص من العبودية، التي أتت الينا منذ إحتلال العراق، ولا زالت أمريكا تمارس كل الأدوار واللعب على المكشوف، من خلال نقل الارهابيين من مكان لآخر، وتحصل مصادمات في الأماكن التي تراها أمريكا من خلال الإستطلاعات بطائراتها المسيرة، وضرب مواقع القوة العراقية المتمثلة بالحشد الشعبي ومخازنه، ثم وصل بهم التمادي بالأمر للإعتراف علناً.. والسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء العراقية لأكثر من مرة، فيما المفروض وحسب الإتفاقية الأمنية، أن أجوائنا من المفترض آمنة وبرعايتهم؟!
إنهاء التواجد لكل القوات مطلب الشعب، الذي سيخرج ويعلن صوته المدوي بكلا كلا أمريكا.. فالتجاوزات وصلت حدا لا يمكن السكوت عليه، وما الضربة الجوية التي طالت بطل التحرير، وشهيد العقيدة الحاج أبو مهدي المهندس، إلا إستهانة بكل العراقيين، سيما أن المهندس يعتبر من القيادات في الحكومة العراقية، كذلك الضيف الحاج قاسم سليماني .