23 ديسمبر، 2024 11:34 م

من سيكون حليفنا الحقيقي في معركتنا مع داعش امريكا ام روسيا ؟

من سيكون حليفنا الحقيقي في معركتنا مع داعش امريكا ام روسيا ؟

بالبدء لابد من قول الحق والحقيقة بان امريكا هي من اسقطت النظام المتسلط على رقاب العراقيين فمجرد ان زارها وفد من المعارضة وطلب مساعدتها استجابت لهذا الطلب في حين روسيا عارضت بشدة وبقيت تدعم نظام صدام الى اخر لحظة … لكن سياسية امريكا في العراق بدءت غبية ومتخبطة بعد ان اعتمدت على ساسه اختارتهم وفق تصنيف محاصصة  وطائفية – عرقية – حزبية بدءا من مجلس الحكم الى اليوم فنتج عن ذلك الخراب والدمار وسوء الخدمات وتفشي الرشوة والفساد حتى وصل الحال بالعراق البلد النفطي ان يكون مديونا وخزينته المالية فارغة وداعش تحتل ثلث ارضه رغم قيادة امريكا لتحالف دولي فيه من اكثر من 40 دولة  … اليوم صديق امريكا وعدوها في العراق لا يختلفون بانها اصبحت غير قادرة على هزيمة داعش ومن هنا اعطت لنفسها سقفا زمنيا بعشرات السنين لهذه المهمة , في حين روسيا وخلال ايام قليلة وبطلعات جوية محدودة من قبلها استطاعت ان تشل حركة داعش في معظم المدن السورية وتلحق بها خسائر فادحة وغيرت الموازين والمعادلات الاقليمية بحيث بدء صراخ اعوان داعش من السياسين في العراق وجن جنون قادة السعودية وقطر وتركيا على صنيعتهم داعش … الشارع العراقي بدء مذهولا وهو يتساءل هل من المعقول ان التحالف الدولي في العراق بقيادة امريكا منذ اكثر من سنة لا يستطع ان يقضي على داعش وهذه ارتالها وتعزيزاتها تاتي يوميا من الرقة ودير الزور الى العراق كما ان ناقلات النفط يوما يصدرها الدواعش الى سوريا دون ان تعترضها طائرات التحالف ؟ وعلى هذا الاساس فامريكا اليوم متهمة بالتحيز الى داعش او على اقل تقدير هي لا تريد القضاء عليها بل تريد احتواءها خاصة اذا ما علمنا ان الطلعات الجوية للتحالف اصبحت مرتان في الاسبوع في حين بالامس روسيا نفذت اكثر من 83 طلعة جوية  في سوريا … من هنا جاءت مطالبة من قادة الائتلاف العراقي الموحد الى السيد العبادي بان يطلب من بوتين توجيه ضربات جوية مماثلة لمقرات الدواعش في العراق .
الزميلة الكاتبة سارة يوسف في مقالة لها نشرت في موقع صوت العراق قالت : لوكنت مكان العبادي لخرجت لشعبي موجها خطابا تاريخيا اطالب فيه أمريكا وحلفائها الان بما يلي
ان تكون حقاً حليفا لنا وهذا يتضمن الآتي
ان تزود جيشنا ومتطوعنا بأسلحة حديثة مؤثرة في قتال داعش ٠
ان تضرب بفعالية جميع مواقع داعش وبقوة بما لا يقل عن مئة غارة في اليوم تدمر خلالها مئات بل الآلاف من مراكز السيطرة والتحكم والاتصال بما يقال من الناحية العسكرية تدمير البنية التحتية لداعش وان تزويد العراق بخرائط الإنفاق تحت الارض لداعش وتزويده بكل التفاصيل عن تواجدهم في الارض العراقية وان تعاقب الدول الراعية للارهاب مثل السعودية و تركيا ودول الخليج مثل قطر والامارات وكذلك الاردن .
وأقولها صراحة لو ترفض أمريكا ذلك فعلينا ان نتجه دون تردد لحلف روسيا القوي والذي يقاتل الارهاب بكل قوة أليس من حق الشعب العراقي ان يعيش بدولة تحميه من الارهاب؟
ثم لماذا يتمكن الرئيس السيسي ان يحافظ على علاقة قوية مع أمريكا ومع ذلك يؤيد الضربات الروسية؟
نريد ان نعرف نحن مع من ؟ مع أميركا وحلفائها الذين يبدون مؤيدين لداعش ام مع روسيا التي تحار ب داعش بجد وشراسة ؟ ان التردد لا يبني دولة و القرارات التاريخية هي من تجعل العراق دولة حقيقية وليس العكس افعلها ايها السيد العبادي كما فعلها الاسد ولا تنظر الى ما يقوله كلاب ساسة الدواعش سيكون العراق ساحة للصراع الدولي واعلم ان الكبار متفاهمون فيما بينهم ومتقاسمون الادوار… نحن نقول مصلحة العراق وسيادته فوق كل الاعتبارات والعلاقات فاين تكمن مصلحتنا بحفظ دماء ابناءنا وصون اعراضنا ومقدساتنا فنحن ذاهبون ؟
اننا ندرك جيدا لا روسيا تفعل ذلك من اجل عيون الاسد والعبادي بل هناك مصالح ومنافع ستراتيجية وهو الوصول الى المياه الدافئة عبر ايران والعراق في المحيط قرب سوريا … ان خارطة الشرق الاوسط الجدية اليو تتشكل بعد ان نفذت صلاحية سايكس بيكو فيجب على حكومتنا ان تفكر بمصلحة العراق والعراقيين لان في السياسة لا يوجد صديق او عدو بل مصالح مشتركة فمن يعاوننا على عدوتنا داعش سواء امريكا ام روسيا فهي لتكن حليفتنا ام جعل عيوننا على الاثنين معا فهو اللامسؤولية بعينها اتجاه دماءنا واموالنا .