إن كل إنسان سوي ، وحين يمن الله عليه بنعمة تنقله من حال سئ إلى حال أفضل منه ، ينبغي ان يحمد الله سبحانه ويثني عليه ، فبالشكر تدوم النعم ، ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) كما يقول الحق سبحانه ، وعليه أن يتحرى العدل والانصاف في كل شئ ، والنظر باحتياجات الفقراء والمحتاجين ، وليس ذلك فضلا من حضرة جنابه إنما هي اموال العباد وضعها الله بين يديه ليرى ماذا سيصنع ؟ لكننا لم نلمس عدلا أو أنصافا من المالكي وزمرته التي أبتلينا بها ، ولم نجد منهم إلا قتلا وتدميرا ونهبا وفسادا وإفسادا لم نسمع بها في أي مكان من العالم !. إن المتتبع لأحوال حكام العراق الحاليين يجد إن أكثرهم لا يمتلك تاريخا سياسيا مشرفا ، إنما سجل ملئ بالاجرام والارهاب وقلة الأدب مع شعب العراق ، وكلنا يتذكرالهجمات الارهابية التي طالت الجامعة المستنصرية ووزارة التخطيط وسفارة العراق في بيروت وسوق الشورجة وغيرها من الأماكن التي راح ضحيتها نفس الشعب الذي يدفع ثمن جرائمهم في الوقت الحاضر. أضف لكل هذا غباءهم وجهلهم في السياسة دون أن ننسى التأثيرات الخارجية للبلدا التي كانوا يتسكعون بها حينا من الدهر فكانت كفيلة بغسل الادمغة وحشوها ( بالسيان ) والزفت. وحين دار الزمن دورته المشؤومة ، وتمكن هؤلاء ، كشفوا النقاب عن جوهرهم الحقيقي ومعدنهم الصدئ الغريب ، فأختفت الوجوه ( الوديعة ) وأميط اللثام عن وجوه شيطانية وسرائر خبيثة شُحنت بالحقد والطائفية والانتقام وبانت حقيقة هؤلاء الذين لم يأتوا لخدمة العراق كما أدعوا إنما لسرقته ونهب خيراته وثرواته وتحويلها إلى أرصدة ينعم بها أعداء الله والعراق ومن ثم تتحول إلى سلاح يفتك بالعباد الرافضين لسياساتهم المرتبطة بأجندات خارجية لطالما نبهنا عن خطورتها حيال العرب والعروبة ، فأُتهمنا بالصدامية وإننا من أزلام النظام الديكتاتوري وغيرها من التهم الغريبة العجيبة من قبل الماكنة الأعلامية والابواق المأجورة والصحف الصفراء التي تحمل السم بين سطورها وتغلفه بالعسل النقي ، فانطلت تلك الألاعيب على شعب الذرى وتحول الى مهرج يرقص طربا تماما كما كان يرقص ويردح أذ بان حكم ( الديكتاتور ) مع فرق في الهتافات، فمن ( هله بيك هله وبجيتك هله ) الى( علي وياك علي ) ، ومنهم من خلع عقاله وأرسله للمالكي كما كان يفعل مع ( الدكتاتور ) من قبل وكلا الأثنين صدام والمالكي يعلمان بأن هؤلاء مجرد ( شواذي ) ما تلبث أن تغير الولاء بسرعة البرق لمن يدفع أكثر حتى لو كان شمعون بيريس فالأمر عندهم سيان ، المهم من يدفع أكثر ينال الردح الأكبر…. فسبحان الذي حول حزب الدعوة من حزب عميل الى حزب قائد ، وسبحان الذي جعل أبو الكبة عالما وابو السبح قائدا والمزور وزيرا، والكذاب أميرا ، والمطيرجي نائبا، والحرامي أمينا على بيت المال ، والروزخون الفارسي وزيرا للتعليم العالي ، والجلاد وزيرا للعدل ، والرفيقة السابقة الى مدافعة عن ( المذهب ) المظلوم رغم إنه الآمر الناهي الحاكم بأمر السماء والنائب الشرعي للأمام الغائب ! . فأي مهزلة ومصيبة يمر بها وادي الرافدين الذي تحول الى واد تجري به دماء أولاد الخايبات الذين شملهم ( الجهاد ) دون أن يشمل أولاد الذوات والمعممين ( الحلوين ) الذين ملأوا الدنيا ضجيجا ونعيقا ، هذا لو علمنا أن ( خيِرهم ) كان يحلم ( بالبايسكل ) والآن يمتلك السيارات المدرعة الفارهة والنساء الجميلات اللواتي يهلن ويملن يمينا وشمالا ويجعلن الفؤاد خاشعا وذليلا ! ناهيك عن الحمايات التي تحمي هؤلاء ( المتفيقهين )من شر الفقير وسطوته !!!!. أعتذر سادتي القراء لهذا الاسهاب الذي لابد منه كي أذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وتزعج الخوانين و السائرين على نهج العملاء والمأجورين عبيد الدرهم والدينار المنبطحين تحت أقدام الغواني وبائعات الهوى اللواتي يشبهن ( لهطة القشطة ) صاحبات القد المياس ، اللائي ينقذن المصلوب ويشفعن للمكروب ولكل من مشى بالمقلوب فصار علما لسياسة التطرف الطائفي الهمجي وثارات الفرس التي لاتنتهي ، فويلكم أيها الرادحون هاهم الفرس قادمون وهذه المرة سيهلكون الحرث والنسل إن بقيتم تردحون لكل أفاك أثيم ، وأعلموا إنكم أول هدف لهم ، لماذا؟ لأنهم يعلمون خسة الخائن ، ومن خان أهله ورماهم بحجارة لهو أقذر القذرين … يتبع