17 نوفمبر، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

من سيكسب خسارتنا؟؟؟…

من سيكسب خسارتنا؟؟؟…

1 ـــ لا خيار لنا, سوى الأنتظار, من سينتصر فينا على الآخر ثم علينا؟, امريكا لها ادواتها الأقتصادية والسياسية والأستخباراتية والأعلامية, وما يفيض عن حاجتها من طوابير محلية محترفة, ايران لها مجنديها واحزابها واختراقات تتمشى في شرايين المجتمع العراقي, العراق ساحة لمواجهات اطماع الأخرين, وفي عنق مصيره حكومة نصفها في جيب امريكا, ونصفها الآخر في جيب ايران, لا امريكا تستطيع انجاز مشروعها في العراق لوحدها, ولا حتى ايران, فتوافقتا على انهاك الدولة العراقية, بحكومات تتشكل من مشاجب مستهلكات التحاصص, على اساس ديمقراطية خادعة ودستور معاق.

2 ـــ العراق, مشروع مجازر وجوع, مسيرة على صراط الخوف, حروب واجتياحات واحتلالات وحصارات, استنزفته دماء وارواح وثروات وجغرافية ودمار قيمي غير مسبوق, لكنه (العراق) حافظ على وحدة مجتمعه, وكانت المشتركات الوطنية تشد مكوناته الى بعضها, الأخطر بين تلك المراحل, تلك التي ابتدأت مع الأجتياح المزدوج لامريكا وايران عام 2003, سباق دموي للأستئثار بحصة الأسد من الجسد العراقي, كل شيء مصمم بعناية فائقة, لفرض واقع التقسيم على مجتمع مذهبته الطوائف, وقد جُند من داخل مكوناته, نخب افرغت ضمائرها من الولاء الوطني, كيانات تأدلجت حول مشتركات خذلان العراق.

3 ـــ امريكا وايران المختلفتان حول كل شي, توافقت اطماعهما حول التقسيم العملي للعراق, مع الحفاظ على رسمية وحدته كخارطة على جريدة, ليس سهل على العراقيين مواجهة واقع التمزق, امريكا قابعة في سماء وارض العراق, ودواعشها تحت جلد الوطن, الأجتياح الأيراني لمحافظات الجنوب والوسط, كان قاسياً متعدد الفعاليات, التشويه المذهبي احتوى الشارع العراقي, مقدسات العراقيين, افسدت صميمها رموز وافدة, طائفية ليس في دمها الأسود قطرة ولاء للعراق ولا رحمة بالعراقيين, بشطارة فائقة اتخذت من مصاب الحسين (ع) ونزف آل (بيته), نافذة تسرب منها الشعوذات والتخريف الى بيوت العراقيين وقلوبهم, وفي الأعناق قبضة الرعب المليشياتي.

4 ـــ امريكا المهذبة في وحشيتها, احتوت النخب الطائفية القومية في المحافظات الشمالية والغربية, ومثلما اصبح الفساد والأرهاب المليشياتي, سلوك يومي في محافظات الجنوب والوسط, فكراهية العراق وخذلانه, ترسخت عقائد مطلقة, عند النخب في المحافظات الأخرى, ملايين الضحايا لا تستطيع ابعد من حالات الرفض ومقاطعة باطل الأشياء, او التظاهر المحفوف بالمخاطر, الأمر دفع الحراك الشعبي الى المراجعة واعادة تقييم التجربة, وانضاج المواقف, قناعة بأن الديمقراطية ومعها الدستور, فصلا على مقاس نظام التحاصص والتقسيم, وان المطالبة بالخدمات والحريات اصبحت مضيعة للوقت والفرص والأرواح, التغيير والأصلاح لا يمكن انجازه, الا في تغيير نظام المحاصصة القائم, ثم اكمال تحرير العراق من قبضة التوافق الأمريكي الأيراني, واقناع الجميع, ان العراقيين شعب لا تمثله الحثالات.

أحدث المقالات