18 ديسمبر، 2024 9:10 م

من سيقضي على دجال بلاد الشام .. عيسى بن مريم ام المهدي المنتظر ؟  

من سيقضي على دجال بلاد الشام .. عيسى بن مريم ام المهدي المنتظر ؟  

غالبا اتجنب الكتابة في المواضيع الدينية ، ليس لعدم علمي بتأثير الدين في مجتمعاتنا الشرقية ،انما لان معلوماتي عن الشريعة لا تؤهلني للتفسير والاستنتاج والقياس ، مع ذلك اتابع قراءة المواضيع الدينية لا سيما عندما تثار مسألة تكون من صلب اهتمامي .
 في الايام الماضية اثار ( جلال الدين الصغير ) مسألة ظهور الامام المهدي مدعيا ان وقت فرجه قد حان وانه سيقاتل الكرد ويقضي على الكثيرين منهم لانهم مارقون .
في مقال سابق قلت لن اردّ على الصغير الاّ اذا تأكد لي انه صاح لا يهذي، خاصة  وكما يقال ، نشطت تجارة المخدرات بين بغداد وطهران في السنوات الاخيرة .
عدم الرد لم يمنعني البحث في ادبيات الشيعة والسنة عن رواية ظهور المهدي وعلامات فرجه وما يسبق ذلك من ظلم وجور وفسق وفساد ،حيث تمتلىء الدنيا بها في غيبة الامام الموعود القادم لنشر العدل والقسط والحق ، وقرأت ان الشيعة يذهبون الى ان هذا الامام سيقضي على الدجال في بلاد الشام ويضربه على رأسه فيتهاوى صريعا من على ظهر حماره المطيع والذي ينقله حيثما يشاء .
ومن ادبيات السنّة عرفت انهم يوافقون الشيعة على ظهور الدجال واعتباره من علامات الاخرة ، ويقولون ان الدجال رجل بشع المظهر اعور العين  مكبل بالاغلال ومحجوز عليه في غار بأقليم خراسان الايراني قرب مدينة ( مرو) ومن مرو يتحرك جنوبا نحو الخليج والجزيرة العربية ويخرب الامصار والبلدان ويصل الى الشام ، وحسب الرواية سيقتل الدجال خلقا كثيرا في الشام كما سيلتحق به الكثير من الخلق . في الشام وعندما يتعاظم جوره ويقضي على اعداد كبيرة من البشر ويفتك بالناس ويحرق البلاد ويدمر العمران ويطعم الناس من فضلات حماره  ، يخرج له وحسب الرواية الشيعية الامام المهدي فيقتله في مكان يقال له ( المنارة البيضاء) شرق دمشق ، اما الرواية السنية فأن من يقتل الدجال هو السيد المسيح ( عيسى بن مريم ) ، فما ان يلمح الدجال سيدنا المسيح حتى يبدأ بالذوبان ، ولو تركه المسيح لذاب كما يذوب الملح في الماء ، لكن المسيح يهرع نحوه فيطعنه بحربته التي يريها للخلق وهي تقطر دما .
 انا شخصيا ، ومن غير ان املك دليلا شرعيا ، اؤيد الرواية الشيعية وارى ان المنطق يفترض ان يكون قاتل الدجال هو الامام المهدي وليس عيسى بن مريم ، فهذا الاخير بنى دعوته على النصح والسلام ولم يعرف عنه انه قتل بشرا حتى وان كان شبيها لدجالنا ، بل كان يقول ( من صفعك على الخد الايمن فأدر له الايسر) ، اما الامام المهدي ، وحسب الشيعة، فانه من احفاد الامام حسين بن علي الذي ثار وقاتل الخليفة الماجن يزيد بن معاوية لجوره وظلمه وفساده وخروجه عن دين جده محمد (ص)، واستشهد الامام وقطع رأسه وحمل الى دمشق على اسنة حراب جيش يزيد الاموي ، ولا زال فعل يزيد هذا الى اليوم يسبب الالم للمسلمين .
ما فات على الشيخ الصغير ان يقوله هو ان الامام المهدي قد تأخر كثيرا ، بينما الدجال يمرح في الشام ، ومنذ اكثر من عام وهو يشيع الفساد ويعبث بحياة الخلق ويشيع القتل والدمار ويمارس الجور والفسق ويرتكب مظالما بحق الاطفال والنساء ندر مثيلها . ولا غرابة في الامر فقد تحدث الكثير عما يأتيه الدجال من شنيع الافعال بحق الناس الامنين ، الغريب هو ان الدجال لم يكن اعورا بل تبين انه طبيب العيون عكس ما جاء في الروايات عنه .
بقي ان نقول ان المهدي وحينما يقضي على الدجال في الشام ويبسط فيها الحق والعدل، يتجه الى العراق والى جنوب العراق بالتحديد وسيقضي ، والحديث لعلماء الشيعة ، على اعداء هائلة من المعممين في الكوفة  الذين كانوا يضلون الناس ويدعمون الدجال ونظامه ويقال ان تعدادهم يبلغ سبعون الف . وروي عن رسول الله انه ماعدا الدجال ، اكثر خوفا على امته من الائمة الضالين .
حينها لا استبعد ان يكون الشيخ الصغير احد هؤلاء المعممين من بطانة الدجال التي ترى في الكرد قوما مارقا لخروجهم ومقاتلتهم نظام بشار الاسد ، هذه البطانة التي يفتك بها الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
[email protected]