23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

الرجل المتجادل عليه كثيرا بين زعماء الغرب وحلفائهم العرب ، والمختلف عليه كثيرا بين جماهير العرب والمسلمين ،، بين مؤيد الى النخاع وبين كاره ممقت الى العظم ، قبل حين كان له صدى ايجابي بين الاوساط الاسلامية جميعها رسميها وشعبيها ، ثم بعد حين انقلب عليه المتحالفون خصوما والمؤيدون هجوما . وتسخير الاعلام ضده لمحاولة قتله “جماهيريا”.
شعبه هو الاخر منقسم فيه الى قسمين متناقضين تمام التناقض بين ناصر يفديه بروحه ، ومعارض يتآمر مع الشيطان ضده ولو تطلب ذلك استجلاب الاجنبي ، وهذا من اغرب الامور في بلد شعبه وطني وقومي الى حد الحمق.
الرجل الذي يعيش مسموما منذ سنوات تحت علاجات الاعشاب وعلى يد طبيب اسلامي نادر (وهذا من الاسرار المسربة التي قد تؤذى بسببها).
الدكتاتور المنتخب ، هذه التسمية الحرفية له عندي ، فقد انتخبه اكثر من نصف شعبه لعشرين سنة ، في انتخابات نزيهة لا غبار عليها كأفضل ما تكون في اوربا ، ولكنه يحبس ويعتقل ويكبت الحريات اذا تطلب الامر وكأفضل مايحدث في بلاد العرب البوليسية
الرجل الأكثر مبعثا للحيرة في السياسة ،كما بلده الأكثر مبعثا للحيرة جغرافيا واجتماعيا ، فالبلد يريد ان يلزم اوربا كونه جزء منها ، ويريد ان يهيمن على الشرق الاوسط كونه جزء منه ، ينافس على البحر المتوسط ويقاتل على البحر الاسود ويتقاسم بحر ايجة ، ولايعطي شيئا من بحر مرمرة ولا البسفور ولا الدردنيل .
فبلده اكبر بلدان المنطقة واهمها عالميا واكثرها إيلاما للغرب تاريخيا بعد انتقال الخلافة من العرب.
البلد المنقسم فكريا الى قسمين كبيرين متناقضين تماما لا وصول بينهما البتة ،،الاتاتوركيون الملحدون الراديكاليون (الذين يسمون “خطأ” بالعلمانيين) ، والاسلاميون المتشددون المخلصون للاسلام لدرجة الموت (والذين يسمون “حمقا” بالاخوانيين)
والبلد منقسم انتماء الى جانبين كبيرين لا وسط بينهما ،،اوربيون غربيون متحررون يلعنون الخلفية الشرقية او الاسلامية ويمقتون تاريخهم (في سيادة العالم سبعة قرون بحكم الاسلام وباسمه) لدرجة ان بقية بلدان اوربا تاتي للاصطياف عندهم ورؤية التحررعلى اصوله المنفلتة تماما ، وآخرون شرقيون متجذرون للخلفية الاسلامية لايقبلون بغير ذلك .
والثقافة فيه منقسمة الى قسمين واسعين ، اوربية شمالية لاتينية الحروف رومانية المذهب. واخرى اناضولية شرقية اسلامية المشرب عربية الحرف الى حد التغني .
والرجل -الذي تهمته عند الغرب -محاولة أسلمة تركيا- بعد ان حاولوا الانقلاب عليه عدة مرات وآخرها كان مصمما ان يقضي على اي تحصينات واحتياطات يمكن ان يتحسب لها بشر ، فخرج لهم مالم يكن بالحسبان (الجماهير) وكادت – لو استمروا واصروا على خلعه- ان تكون حربا داخلية عظيمة تمتد الى اوربا وتعكر صفوها وسعادتها ، فتريثوا واجلوا الامر ، فذهبت الخطط الكبيرة التي درسها الغربيون لسنة او اكثر والاموال الضخمة التي صرفها ابن زايد والعرب الاخرون هباء ، وقد نجى منه باعجوبة جعلت الكثير من معارضيه يقولون ان الانقلاب مفبرك من قبله ! والغريب ان من يقول هذا هم من لايقبلون بنظرية المؤامرة انفسهم (ولاغرابة مع الهوى والعمى) .
المهم ان الرجل استقوى بعد الانقلاب الذي كان نعمة عليه ، فبدا يبطش بخصومه دون رحمة ، ويتحرك ليلعب ادوارا خارجية وهم يحاولون لجمه فيناورهم ويسبت حينا ويتربص ثم يقفز واذا به في ليبيا ثم يقفز واذا به في قطر ثم يقفز واذا به في سوريا ، ثم يقاسمهم لعبة داعش والارهاب-غصبا- ثم ها هو يتمادى فيجرؤ على ايا صوفيا ، ثم يعلن صناعة طائرات وسيارات ودبابات ، ثم ها هو يقاسمهم النفوذ وها هو اخيرا يعلن استخراج الغاز المحرم عليه ،،فماذا ياترى سيفعل ان بقي لل2023 التي هدد بها ،
فمعلوم ان الغرب قد يقبل منك اي شيء الا التقدم في الصناعة (والعسكرية خصوصا) او ان تستخدم الاسلام في الحكم (صدقا او وصوليا) كلاهما سيان ،،اذن فقد بلغ السيل الزبى ولم يبق في القوس منزع .
وبغض النظر ان كان صدام بطلا ام مدعي ، او كان معهم قديما او انقلب عليهم ، او كان عروبيا ام علمانيا يخفي اسلاميته ، فقد كان يحاول ان يصنع عسكريا ويقوي بلده ، فلما لم يعد لوقفه عما لايريدون سبيل ،،قتلوه.
وبغض النظر ان كان مرسي ضعيفا ام قويا او مسيطرا عليه او اخواني اوعروبي او يدعي الاسلام ، فلما علموا ان الامر مع بقائه سيؤدي الى امر لايريدونه ،،قتلوه.
فمن سيقتل اردوغان ومتى ، وكيف .