17 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

من سيخسر الانتخابات القادمة ؟

من سيخسر الانتخابات القادمة ؟

ابتداءا ، ( الكل ) وبلا استثناء سيخسر الانتخابات القادمة لأنها ستكون انتخابات مزورة وبامتياز ، و أنا لم آتي بكلمة التزوير من جيبي …(فالكل ) يتهم ( الكل ) بالتزوير ، و(الكل ) تتعكز على فنون التزوير ابتداءا من محطة التصويت ومرورا بالمركز ثم عمليات نقل الصناديق وانتهاءا بالمفوضية ، و( الكل ) يعول على محطة التصويت لأن ( الكل ) على يقين أن الانتخابات القادمة ستشهد عزوفا كبيرا للجماهير على الحضور والتصويت ولذلك فان الكل عيونها على الاستمارات الفارغة التي ستزيد حسب التوقعات عن 90% في أغلب المحطات ، والكل ( حادة سجاجينها لملأ الاستمارات الفارغة ) ، أي أن نسبة التصويت الحقيقية في الانتخابات القادمة سوف لن تزيد عن 10% .
أما الأقوياء فانهم لن يكتفوا بالتزوير في المحطات ، فهؤلاء لديهم أركانهم في المفوضية وهم ( ولد الكرية واحدهم يعرف أخية ) ، يعني يلعبون على المكشوف .    مع ذلك ، سيكون هنالك خاسرين حقيقيين ، و أول الخاسرين في الانتخابات القادمة … النجيفي ، وعلى ذكر النجيفي ، لابأس أن نعرج قليلا على نادرة يتندر بها البغداديون على أهل الموصل على حد قول عبود الشالجي في تحقيقه لكتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي حيث يقول : ( والمعروف عن أهل الموصل تعصبهم لبعضهم ، بحيث لا يتسنى للغريب أن يجد فيها رزقا ، حيث يحكى أن سقاءا بغداديا هاجر الى الموصل واستقر فيها ، و أراد أن يمارس فيها مهنته ، فاشترى حمارا و قربة ، وباشر بحمل الماء من النهر الى المدينة ، وفي اليوم الأول لم يتعامل معه أحد ، ، وكذلك في اليوم الثاني ، و جاع السقاء ، و جاع حماره ، ، فأخذه في اليوم الثالث و ذهب الى سوق المدينة ، و قال : يا جماعة ، ان حرمانكم اياي من الرزق أمر مفهوم لأني بغدادي ، ولكن هذا الحمار موصلي ، وهو يكاد يموت جوعا ، فان لم ترفقوا بي ، فارفقوا به …… )
النجيفي كان اختياره لرئاسة البرلمان بمثابة القشة التي قصمت ظهر العراق ، فرئيس البرلمان حسب الدستور هو أعلى منصب في الدولة العراقية على اعتبار أن نظام الحكم في العراق نظاما برلمانيا ، والمتابع لتاريخ العراق المعاصر ومنذ نشوء الدولة العراقية لم يجد في آرشيفه شخصية موصلية تسلمت حكم العراق ، ومن المعروف أن الشخصية العراقية قد صقلها التاريخ وجعلها صعبة المراس في كل صغيرة وكبيرة …..  شخصية لا ترضى عن الحاكم بسهولة ، فكيف اذا كان هذا الحاكم نفسه من يرفع لواء تقسيم بلد عرف في عهد الحضارات القديمة بأسم أوروك ؟؟؟؟؟؟
كيف سيرضى الشعب عن رئيس برلمان ينادي بالتقسيم أينما يحل وبعدما يئس من ترجمة مشروعه و لم يجد أذنا صاغية اليه حل ضيفا على الأسلامويين أصحاب مشروع التقسيم ليجد ضالته فيهم على الرغم من تقاطعه الفكري التام مع الاسلام فكرا ومشروعا   ………….
ناهيك عن أداءه السيء كرئيس لأعلى سلطة في البلاد و جل ماعمله هوتشريع لقوانين ما أنزل الله بها من سلطان وليست لها أي علاقة بشعب العراق ، وأتحدى أي عراقي بمن فيهم النخبة المثقفة من هذا الشعب أن يستطع احصاء عشرة قوانين شرعها البرلمان خلال الثلاث سنوات الماضية ، والا  ماهي علاقة الشعب والفقراء بتشريع قوانين عن العلاقات التجارية مع كولومبيا ونيكاراغوا وساحل العاج وبوركينا فاسو ؟؟؟؟؟؟……
ان خير مثال على شلل البرلمان و رئيسه النجيفي تظاهرات شعبنا الأبي في محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى منذ مائة يوم ….. الكل يئن منذ مائة يوم ولا من مجيب غير محاولات بائسة من الحكومة لا تستطيع أن تفي بالغرض ، وذلك لأن أغلب مطالب المتظاهرين هي من اختصاص و مسؤولية البرلمان ورئيسه النجيفي .
الشعب يريد الغاء أو تعديل لقانون المساءلة والعدالة ، وهو من واجبات النجيفي …….
الشعب يريد اخراج معتقليه والعفو عن المحكومين ممن انزلقوا في طريق الجريمة في ظل ظروف بلد عاش تحت قبة احتلال مظلمة جلبت الويلات والتشرذم والقتال الطائفي والقتل على الهوية ، فكان انحراف البعض من شعبنا يعتبر نتاجا طبيعيا لمرحلة الاحتلال ، و آن الأوان أن نطوي صفحة الاحتلال بكل مآسيه و افرازاته بتشريع قانون العفو العام وهو من مسؤولية النجيفي …..
الشعب يريد التوازن في الحقوق واقرار قانون بذلك حسب نص الدستور ، وهذا من واجبات النجيفي …..
الشعب يريد الغاء موضوع المخبر السري وهذا يحتاج له تشريع من البرلمان وهي من واجبات النجيفي ……
الشعب يريد ويريد  ويريد وكل شيء في حقيقة الأمر هو من مسؤولية وواجبات النجيفي …
 من الخاسرين الحقيقيين أيضا اياد علاوي والجلبي ، وان كان الثاني ضمن ائتلاف اسلامي ، وتعود خسارتهما الانتخابات للأسباب التالية :
1 – أن علاوي والجلبي ظهرا كجزء من حقبة الاحتلال وبالذات بعد صدور قانون تحرير العراق من الكونكرس الأمريكي عام 1998، وان كانت هنالك بعض النشاطات المعارضة تحسب اليهما قبل هذا التاريخ ، والمعروف عن شعب العراق أنه شعب يمتاز بحساسية عالية جدا جدا تجاه ما يمس ويثلم سيادته وكرامته ، يعني بصريح العبارة هو شعب وطني حد النخاع ، وهو في نفس الوقت يسكت على الضيم والظلم ، ولانعلم هل هذا التضارب في المواقف يدخل في باب الازدواجية التي أشار اليها عالم الاجتماع علي الوردي عن طبيعة المجتمع العراقي ، أم يدخل في باب التقية لشيعة العراق ؟
وبكل الأحوال فان الرجلين يمثلان حقبة الاحتلال ، وأهل العراق ما عادوا يتحملون الذكريات المؤلمة السوداء المرتبطة بالاحتلال .
2 – ان علاوي والجلبي كانا يمثلان الحلقة الاولى من مشروع الشرق أوسط الجديد وعنوان هذه الحلقة الأولى هو اسقاط الأنظمة الحاكمة في المنطقة  ، يعني أن الواجب المكلفا به هو لململة الوضع ما بعد اسقاط النظام العراقي والتي استمرت عشر سنوات ، أي منذ 2003 وحتى 2013 وتهيئة الأجواء للحلقة الثانية لمشروع الشرق أوسط الجديد والتي ستكون بعنوان التقسيم .
أي أن واجبهما الى هنا و كفى …….
3 – احلال بديل عنهما ممثلا بشخص مشعان الجبوري الذي سيكتسح الانتخابات القادمة ويكون بطل المرحلة القادمة في ساحته ، لا لكونه وطنيا غيورا ….. ولكن باعتباره سيكون عراب التقسيم الأول ، فهذا الشخص سيكون عامل تفجير لأزمة استمرت منذ أعوام وستكون محطة التفجير الأولى له فصل الكرد وكردستان عن جسد العراق نهائيا حيث ستكون ساحته التي سيلعب بها تماما على خط التماس مع الحدود الكردستانية .
4 – و مشعان هذا وحسب الكاريزما التي يمتلكها والتي يغلب عليها طابع التهريج وانعدام الاتزان والاستقرار سيتجه ببوصلته بعد اكمال مخططه التقسيمي لضرب المشروع العروبي الذي يحمل لواءه المطلك و حلفاءه وأبرزهم الكربولي ، وعلى الرغم من صياحه وعويله عن أمجاد العروبة واليعربية الزائفة التي يلوح بها ، فهو لن يجد مانعا في التحالف مع مشروع أخونة العراق وأصحابه الاسلامويين لبعث الفكرة القومية من جديد لتضليل الشارع العراقي والعربي .            
 وهنا أقف قليلا لتوضيح الفرق والاختلاف بين المشروع العروبي للمطلك وحلفاءه وبين انبعاث الفكر القومي المشعاني الاخواني الاسلاموي .    
 فمشروع الفكر القومي المشعاني الأخواني يستمد من التاريخ الاسلامي ظاهره ومادته دون روحه ، أي أنه سيستغل الخلافات المذهبية الظاهرة أبشع استغلال من خلال التباكي على الحق الضائع للسنة العرب ، ليس في العراق وحده ، وانما في سوريا ودول المنطقة ، و ذلك  في محاولة تضليلية منه لتنشيط عملية مواجهة المد الشيعي بالانبعاث القومي المؤطر بالمذهب السني ، أي أنه سيدفع باتجاه خلق ساحة صراع بين المذهبين تحت ذريعة الحفاظ على حقوق العرب السنة ،  وحينها ستكون الفكرة القومية بديلا للاسلام على اعتبار أن الاسلام في مفهوم مشروعه حالة طارئة تستطيع أن تأخذ منها ما يديم فكرة القومية العربية …….
في حين أن المشروع العروبي للمطلك والكربولي سيكون العراق ساحته أولا و أخيرا ، فهو  يستمد من الاسلام روحه لا مظهره ، أي أنه لن يوظف سلاح المذهبية الطائفية ، بل على العكس تماما ، فبوصلته ستتجه لمجابهة مشروع أخونة العراق الاسلاموية واحتواءه بواسطة استعادة هوية العراق القومية الضائعة ، حيث أن المشروع العروبي يعي تماما أن الهوية القومية للعراق العروبي قد مرت بمرحلتين ، الأولى هي مرحلة اتلاف تلك الهوية على مدى نصف قرن انتهت باحتلال العراق ، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ضياع وفقدان الهوية العربية للعراق في ظل احتلال أمريكا له .
 ان المشروع العروبي للمطلك وحلفاءه سيقوم على قاعدة التسامي على الخلافات المذهبية الطائفية و ذلك باطلاق رحلة البحث عن الهوية القومية الضائعة للأمة العراقية .
ولقد استطاع المطلك والكربولي أن يترجموا الخطوة الأولى لمشروعهم العروبي هذا الى واقع حي من خلال تحالفهم مع المالكي .
مقتدى الصدر ستكون خسارته للانتخابات واضحة وخصوصا في بغداد ، وقد تكون خسارته تلك بفعل ابتعاده بنفسه عن الميدان ، فهو خارج العراق منذ سنوات  وترك الأمور في مجملها بيد مساعديه ، اضافة الى ذلك بعض مواقفه السابقة من حكومة المالكي التي انعكست على الشارع الشيعي والتشظي الكبير الذي حصل في تياره …….

أحدث المقالات