الغبار المتعمد الذي أثير عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حول جدلية الانتخابات البرلمانية العراقية لم تأت من فراغ بل تقف ورائها سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه واجندات خارجية متعدده , بل وصل الأمر الى إشراك دول الجوار في تحديد هوية رئيس وزراء العراق المقبل قبل انتخابه أصلا , المواطن العراقي والعربي على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة , ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشوروأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع , وأتذكر جيدا ويتذكرمعي العراقيون , ما حدث عام 2010 بعد انتخابات الدورة الثانية في اربيل وتم اقصاء الدكتوراياد علاوي الفائز بالمركز الاول مع قائمته العراقية واعادة رئاسة مجلس الوزراء الى السيد المالكي اي للتحالف الوطني الذي جاء بالمركز الثاني وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع , وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة العراق وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث طائفة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات دولة رئيس الوزراء اكبر من الانتخابات البرلمانية , أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي لي اخوة اصدقاء اعزاء من البصرة واربيل وصلاح الدين والنجف الاشرف وبغداد وميسان والموصل لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي , أن انتخابات البرلمانية التي جرت يوم امس ومع شديد الأسف في بغداد والمحافظات الاخرى واقليم كردستان العراق بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة , ىوانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة , وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن ان تعود نفس الوجوه الى مقاعد البرلمان , وخلت من الوجوه الجديده من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه رئيس الوزراء والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا , والايام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر, ويهرب من يريد ان يهرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسيا وهاهي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى من الفوزفي الانتخابات البرلمانية للدورة الثالثة أو تسلق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا , أن ما حدث قبل الانتخابات ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز , ولا اريد ان اقصد آو اسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل العراق الموحد العزيز ومن الله التوفيق .