23 ديسمبر، 2024 1:44 م

بين مد وجزر في اروقة مفوضية الانتخابات ودهاليز مجلس الوزراء لازال موعد انتخابات محافظتي نينوى والانبار لم يتحدد بعد ، وبين جهوزية المفوضية لاجراء الانتخابات حالاً ورؤيا المالكي بعدم جهوزية أدواته لخوض غمار هذه الانتخابات التي يعدها ركيزة مهمة في شق البنية السياسية والاجتماعية في هاتين المحافظتين تبدو الامور خرجت عن السيطرة في ظل التداعي الامني الذي أصاب الواقع العراقي وأشتعال حرب التصريحات والتسقيطات بينه واتباعه في المحافظتين وبين بقية الفرقاء السياسيين ، وربما القت تجربة الانتخابات ظلالها في المحافظات التي جرت فيها على رغبة المواطنين والحافز الذي يدفعهم للذهاب الى صناديق الاقتراع ، فقد افرزت تلك الانتخابات واقعاً مآساوياً كبيراً تمثل في عزوف معظم الناخبين على الاشتراك في الانتخابات ووجهت صفعة كبيرة للعملية السياسية .. ولكن لو تدارك مفوضية الانتخابات الأمر والتفافها في أعلان نسبة المشاركين ( وشحط ) هذه النسبة لتبلغ فوق النصف لاصبحت هذه الانتخابات غير شرعية ولا تمثل اجماعاً معيناً .. وتلك هي محافظات موالية للعملية السياسية المبنية على تقديم الطائفة والمذهب ..فكيف الحال في هاتين المحافظتين اللتان حملت رئيس الحكومة وزراً بالغ الصعوبة في التعامل القائم على أحترام الخصوصية والراي المعارض وقمع المناهضين ..
لقد بليت لافتات المرشحين وصورهم على الشوارع وعلى أعمدة الكهرباء ولا يعلم المرشحون متى يقومون بتجديدها وصيانتها…. وليس الشعب في محافظة نينوى على الاغلب الأعم بدراية كافية عن أسماء الكتل والمرشحين .. واكاد أجزم بشدة ان الغالبية العظمى منهم لايعلم شيئاً عن اي برنامج أنتخابي لأي من الكتل المشاركة او المرشحين ، وهذا يعود الى ضبابية وعدم وضوح اي برنامج انتخابي بنسبة كبيرة .. وعدم أكتراث المواطنين البسطاء منهم والنخبة النسبة المتبقية . فكيف نعالج هذا الوضع المتأزم .. خصوصاً في ظل تنامي فكرة أنشاء أقليم جغرافي ..والبعض يريده أقليم مذهبي في المحافظتين .. أذن من سنختار ؟؟ والسياسة ولعبة التحالفات ليست مضمونة .. فعدو الامس قد يكون بعد الانتخابات صديق المرحلة .. والعكس صحيح ..والشعب قد يقع في مطبات مماثلة وأن جاءت النتائج بحسب ما يريد .ولكن التحالفات الاجبارية والتي ستفرز عن اسم المحافظ او رئيس مجلس المحافظة ونائبيه قد تخضع لتأثير هذه التحالفات .. ويطلع الشعب من المولد بلا حمص .. المعضلة الاولى هي في جعل المواطنين يثقون بعملية الانتخابات كوسيلة ديمقراطية للتغيير دون أن نمنيهم بالوعود وجعل الدنيا ربيع والجو بديع .. والثانية في نوع الاختيار والذي يجب ان يكون مبني على أستقراء واضح وعلمي لمدى تشبث الكتل السياسية المترشحة بمواقفها وتجاربها السابقة في التمثيل الحقيقي لناخبيها والمبدأية على الاستمرار في خدمة الشرائح الاخرى وفق مبدأ المواطنة حتى للشرائح التي لم تصوت لها .. والتصويت للكتلة التي لديها تأثير سياسي كبير على الساحة وبيدها الحل والربط .. وليس لتبعثر الاصوات ودخول ( المقامرين والمغامرين ) للعملية السياسية والذين همهم الاول والاخير أسترجاع الاموال المنفقة ( الصرماية) على الدعاية الانتخابية ومن ثم جني الارباح ..أرى ان الاوان قد آن لولادة مجلس محافظة نابع من رحم المعاناة .. خصوصاً بعد تنامي الوعي السياسي لدى جميع الشرائح نتيجة حركة الاعتصامات والمطبات السياسية الكبيرة والامنية التي تعرض لها المواطنين في محافظة نينوى ..والتي ستؤثر بشكل او بأخر في رسم خارطة العملية السياسية وملامح التحالفات التي تعقب أعلان النتائج .. وسيكون المجلس والمحافظ القادمين اولى ان يضعوا نصب اعينهم السنين العجاف التي مرت على ابناء المحافظة ونأمل ان يكونوا على قدر المسؤولية… لكن أولاً يجب علينا ان نعرف .. من سننتخب ؟؟