23 ديسمبر، 2024 1:08 م

من ستنتصر : الديمقراطية ام المؤامرة … ؟؟؟

من ستنتصر : الديمقراطية ام المؤامرة … ؟؟؟

ذات الأخطبوط الشباطي , بذات الرأس الأمريكي وذيوله المحلية التي التفت على جسد ثورة 14 / تموز 1958 وقياداتها وانجازاتها الوطنية , تتجمع الآن مؤامرة تقسيم , ولدت عن الأحتلال عام 2003 مباشرة , مجلس حكم موقت , حكومة شراكة وطنية عملت  من داخل السلطات , حتى ساعة صفرها بأحتلال الموصل واجزاء من تكريت وديالى واستلاب كركوك وسهل نينوى واراض عراقية اخرى , على ارضه المحتلة المغتصبة يستشهد العراق كل يوم , ينزف مواطنية وثرواته وكرامته وسيادته , واصل نزيفه متحدياً حتى نهض جيشه وثلاثة ملايين متطوع وحراك شعبي ,  ليرتق الثغرات التي حاول المتأمرون النفاذ منها الى حيث بغداد العراق .
يوم 10 / 06 / 2014, كانت انتكاسة وطنية, اهتز لها الوجدان العراقي وارتجت ضمائر العراقيين وانفجر عنها عراق جديد , وعي ونخوة وحمية كما هو دائماً عندما يقرر العراقيون مواجهة المصائب متوحدون , تعرى المخجل من خيوط المؤامرة والمتأمرين, تمددت ردة فعل العراقيين البواسل , حاصرت هجين داعش , بذات الوقت , تراجع الأخطبوط برأسه وذيوله , ليواصل تمدده من داخل مجلس النواب, صراع مرير بين هامش الديمقراطية الفتي وذيول الردة .
الديمقراطية التي نتحدث عنها هامش لا بديل له , يمسك عروته العراقيون تجربة واغناء وتهذيب وممارسة واعية , يرافقها صبر جميل يتجاوز العثرات والردات , العراقيون زحفوا بأتجاه صناديق الأقتراع يوم 30 / 04 / 2014 , وبوعي وارادة وحرية واستقلالية , منحوا ثقتهم واصواتهم لمن يعتقدونه يمثلهم , ورغم بعض المآخذ الثانوية , كانت انتخابات وكانت النتائج هم وهم النتائج , امر لا يقبل التأويل والتسويف .
العراق , بهامشه الديمقراطي المتواضع , سيتعرض من داخل مجلس النواب الى مواجهات ستحدد المستقبل العراقي , اما ان يعود الى ازمنة العبودية والذل ونظام المقابر الجماعية , واما ان يكون قادراً على صياغة نفسه جديداً يرتقي بأهله كما يرتقون به , ما نحتاجه الآن الدقة والثبات في تشخيص حراك اخطبوط المؤامرة وادوار وهويات وعلاقات ذيوله المحلية دون تردد .
اشرنا الى ان الرأس الأمريكي لأخطبوط المؤامرة وذيوله ( ادواته ) المحلية التي تشكل بعضها منذ تأسيس الدولة العراقية , وبعضها افرزته ضغوط الأنجازات الوطنية لثورة الرابع عشر من تموز , ولو انصفنا التاريخ الحديث , فأن المتبقي من طائفيي التراث العثماني الذي اسس للسلطة الطائفية منذ العهد الملكي وحتى نهاية زمر الرسالة الخالدة عام 2003 , قد ترك اثار فكرية سياسية اجتماعية وثقافية مدمرة على الملايين من بنات وابناء المناطق الغربية , حيث اغلبهم مواطنون يحبون وطنهم موحداً مزدهراً يتعايش من داخله جميع مكوناته التاريخية , لكن مع الأسف , ان مد التأثير الطائفي الأقليمي العروبي المدعوم مادياً ومعنوياً , جرف منهم الكثير بعد ان غيب وعيهم الوطني , الأمر ساعد على تفجير ردة فعل طائفية للوجه الآخر من العملة , اشعلت مزيداً من حرائق الأحقاد والكراهية , فالعلاج هنا ينبغي ان يكون شاملاً , اجتثاث وطني لجذور التطرف الطائفي والعودة الواعية الى الوطنية العراقية والأمساك بالهوية المشتركة .
القيادات الكوردية ــ البرزانية حصراً ـــ وليس الشعب الكوردي , وبالقدر الذي لا تحكمه عشيرة , اكتسبت من العثمانيين تحجرهم ووحشيتهم , وتراكمت داخلها ومنذ تأسيس الدولة العراقية , مفاهيم غريبة , اخلاق وثقافات وشوفينية مكبوسة في عمق وعيها القومي , لا تمنعها حتى عن ارتكاب الخيانات بحق المكونات التي تشاركها االوطن , لا تميز بين شيطان وآخر , تتبنى نظرية حق المصير عبوراً على ظهر اوبرفقة شياطين المنطقة, تستيقظ دائماً متأخرة , دون ان تقدم دليلاً , عن اي حركة تحرر استطاعت ان تعبر على ظهر الشيطان بسلامة , او رفقه انتهت الى نتيجة مشرفة ؟؟؟ ولم تتعض بعدد المرات التي عبر عليها وكسر ظهرها اكثر من شيطان وتركها عارية تواجه مصيرها وشعبها اعزل ينزف معاناته , لا تستوعب انها تشارك العراقيين وطنهم ودولتههم وثرواتهم , ولها حصة الأسد في حكومتهم , انها وبكل حماقة تسكب الماء على الرمال وعطشها ينتظر السباحة في سراب صحراء الشياطين انها كمن يحرث الماء , او يبلط الصحراء , في زمن توقفت فيه ساعة مسعود البرزاني وحزب عشيرته تماماً .
اشارة متواضعة , الى بعض اطراف التحالف الوطني ( الشيعي ), سليلي العوائل المبجلة بشكل خاص , انهم لا يقدرون حجم الأضرار الفادحة التي ستلحقها ضبابية وعبثية ردود افعالهم الشخصية بمستقبل الناس والوطن , انهم وبحكم تربيتهم العائلة وسؤ فهمهم للعقائد التي يؤمنون , لا يفقهون معنى الوطنية العراقية والتزامات الأنتماء والولاء , انها سطحية الجذور داخل المجتمع العراقي , تنقصهم رغبة تحمل المسؤولية تجاه الملايين وناخبيهم من بينها , انهم اشكالية مكلفة سترافق المستقبل العراقي, يجهلون ان هناك مراجع تحترم الشعب والوطن وتستجيب الى ارادة الرأي العام العراقي, ستسحب البساط من تحتهم ولو آجلاً .
زمن كان فيه العملاء يخجلون من عورة خياناتهم , اليوم هناك من يتبجح بالعمالة , بعضهم يتشرف انه عميلاً للخارجية الأمريكية واخر للبنتاكون او لمخابرات المركزية وبعضهم يتباها , انه ( طماطة ) تتركب مع طبخية الجميع , خونة الـ ( نجيفي ) ومتحدوه , , اوحال تعلقت في ثوب الوطنية العراقية , علاوي يرقص على طبل بعثي مثقوب , وبوقاحة غير مسبوقة , يحاول بعضهم الترشيح لرئاسة الجمهورية او لرئاسة الوزراء او نواباً للرئأستين , واغلبهم لا تتجاوز قيمتهم الأنتخابية لأكثر من نصف مقعد  .
لقد تراكمت تلال التجاوزات على الشعب العراقي , كما تراكم معها الغضب الشعبي , ونضجت اسباب لحظة الأنفجار ولم تسأذنهم ساعة صفره , واوان الحثالات قد فات ’ انها الديمقراطية ستنتصر والحق العراقي سينتصر , وسيكون احتكاك المواجهات بين الديمقراطية والمؤامرة من داخل مجلس النواب الذي صمم ميداناً لحرائق المصير , سيكون حاسماً ولا توجد من خارج اللهب ثمة حلولاً مؤجلة , الديمقراطية التي اجتازت مرحلتها , كتلة برلمانية بمواصفات دستورية وحدها صاحبة الحق في تشكيل الحكومة القادمة مع اشراك القوى التي لم تتلوث تواريخها وسمعتها بقذارات الخيانة والخذلان , هنا يمكن الحديث صراحة عن حكومة اجماع وطني مؤطر بأحضان الرأي العام العراقي, احشاء المنطقة الخضراء ليس الا روائح افرازات كريهة لا مكان لها داخل فضاءات الديمقراطية .