18 ديسمبر، 2024 7:12 م

من سبل تسيير دولة

من سبل تسيير دولة

من بين ما يسمح بإنشاء أو تسيير شؤون الدولة، أخذ جميع المؤشرات والعوامل الداخلية والخارجية بعين الاعتبار و دراستها دراسة عميقة لتحديد المرجع الأساسي، وبذلك يمكن بسهولة وضع استراتيجية مناسبة للقدرات المحلية وتطويرها في المستقبل. ويزيد الاهتمام بتحديد المناسبين لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وذلك بتحديد الصفات التي تتناسب مع الكيفية التي تم تحديدها في الواقع، وفقًا للإمكانيات والكفاءة المتاحة في المجتمع.
إن صمود كل دولة واستمراريتها يتوقفان في المقام الأول على توعية مواطنيها، حيث تعمل هذه التوعية على تطوير باقي المقومات الأخرى وتعزز صلابة تلاحم المجتمع وتطويره في مختلف الميادين العلمية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وتعزز روح المواطنة والحس المدني والولاء للوطن والمواطن. وهذا ما يفتقر إليه بعض المجتمعات في الوقت الحالي. ويمكن للقائد المخلص لوطنه أن يبث الصحوة في شعبه من خلال سلوكه وإدارته، كما أن المعادلة معكوسة، إذا كان الشعب واعيًا يمكنه أن يجبر مسؤوليه على اتخاذ القرارات السليمة ويدعمه في مسعاه.
فهذا الاعتقاد نابع مما تتطلبه صحوة التفكير و التطلع لتأسيس وبناء دولة في المستقبل، وأعتقد أن أغلبية المجتمع الجزائري يطمح لذلك ويحرص عليه. و الطريقة المختارة التي يسير عليها طاقم السفينة تحمل شعار “من ثورة التحرير إلى ثورة التصحيح”، وهذا ما نحس به ونلمسه ويشهده العدو قبل الصديق، بعد أن كانا يطلق علينا “المجتمع المغيب” عن الحقيقة والواقعية.
و الآن يجب على المجتمع الجزائري أن يأخذ مكانته المستحقة تماشيًا مع ما تطمح إليه السلطة في بناء الدولة العصرية مع المحيط الخارجي تدريجيًا. حيث أصبحت المطالبة بإرجاع دور الدولة في الساحة القارية والدولية ضرورية، والتفعيل في المؤسسات الدولية وخاصةً جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ودول عدم الانحياز واتحاد المغرب العربي. فتطلع المواطن أصبح ضروريًا في هذه المرحلة بإسهامه وسلوكه ومعاملته، وترفعه عن السلبيات والتركيز على التطوير والترقية، وذلك لمساعدة محيطه الداخلي وخاصة الخارجي، حيث نلاحظ دولًا شقيقة وصديقة تريد أن نساعدها بدلًا من أن تلجأ إلى المستعمر القديم.

فمن بين الوصفات التي يجب اتباعها:

يجب التصدي لكل من يسيء للوطن ويقلل من قيمته ويعطي عنه نظرة غير لائقة.
يجب فهم ما ترمي إليه السلطة لتوصيل المغزى من أجل المساهمة والمساعدة من قبل المجتمع.
يجب إظهار صورة مشرفة تليق بمكانة ثقافة الدولة العصرية.
يجب محاربة انتشار الأفكار الهدامة والمبيتة والمسمومة.
يجب العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية والاعتماد على بيان نوفمبر وما جاء به الحراك المبارك.
أعتقد، ولا أريد أن أكون صائبًا، أنه أصبح من الضروري بالنسبة لنا كمجتمع – إن لم نقل كأمة – أن ندرك أن هناك اختلافًا بين ما تطمح إليه الجزائر الجديدة وبين بعض المواطنين. إنها فرصة لا يجب أن تضيع قررها صاحب القدرة في الزمان والمكان والإمكانيات والحكمة والرجال المخلصين لهذا الظرف.