12 أبريل، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

من “سبايكر” … إلى “سبايكر”

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لا شك فيه أن تماميَّة الفتاوى والمواقف تعتمد على قدرة المرجع على فهم وإدراك واستيعاب الشريعة وحسن تطبيقها ، فقوته وهيبته وعطائه وحكمة قيادته بعلمه وما يمتلكه من القدرة والكفاءة وقراءة الواقع و وتحليله تشخيصه والنزول الميداني والتفاعل مع المجتمع والتحسس بآلامه ومعاناته والوقوف على توجهاته وطموحاته ومعالجة مشاكله ووضع الحلول الناجعة وبخلاف ذلك تكون الفتاوى والمواقف غير سليمة ، ولا تمثل حلا مناسبا إن لم تتحول إلى وبال يفتك بالوطن والمواطن ، من هنا نسلط الضوء على فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها السيستاني فنتساءل هل إنها كانت الحل المناسب؟!، وهل إنها انطلقت من رؤية دقيقة وتشخيص سليم ؟!، وهل توفرت فيها الظروف الموضوعية ؟!، وهل إنها أتت ثمارها ؟!، وما هي نتائجها ، هذه التساؤلات وغيرها أجاب عليها سيد المحققين الصرخي الحسني في معرض حديثه عن أسباب الاعتداء البربري الهمجي الذي تعرض إليه هو وأنصاره ، جاء ذلك في المحور السياسي ضمن المحاضرة الرابعة والعشرين التي ألقاها في أول أيام عيد الأضحى المبارك ،الأحد الموافق 5/ 10/ 2014 ، حيث قال سماحته :
(( الآن نقرا الأحداث مجتمع شيعي بيده الحكم والجيش وقوات الشرطة ، بيده خيرات العراق والمساحة الأكبر و الحكومة و الدولة والسلطة ،العالم والدول ، والدول الكبرى والمنظمات الدولية والمنظمات والحكومات العربية والمنظمات والحكومات الإسلامية معه ، والفتوى معه ماذا حصل ؟!!!، النتيجة ، هل انتصروا ؟!!!، كم دخل من “الدواعش” ، من الخوارج إلى الموصل وكسر الجيش؟!!!، ماذا قلنا لكم سابقا ؟، قلنا من كان في الصحراء ولم يُتَمَكَّن منه كيف سيُتَمَكَّن منه ويكون بين الناس ؟!!!،الآن مرت هذه الأشهر علينا بعد الاعتداء ، ماذا حصل ؟!!!،أي تقدم ؟!!!،أي انتصار مع كل هذا التحشيد مع كل هذا العالم الذي كان معه ؟!!!، إلي أي نتيجة وصلنا ؟!!!،وصلنا إلى انكسار في انكسار، هزيمة في هزيمة ، انبطاح في انبطاح ، من هزيمة إلى هزيمة ، من انكسار إلى انكسار من سبايكر إلى سبايكر ، من مجازر إلى مجازر ، هل حصلنا على شيء ؟!!!،هل كسبنا شيئا ؟!!!،هل انتصرنا في معركة ؟!!!،هل أرجعنا المدن؟!!!، هل أرجعنا الناس إلى بيوتها ؟!!!،لم يحصل أي شيء !!!! ، أين الفتوى ؟!!!،أين الناس ؟!!!،أين التحشيد ؟!!!،أين الطائفية ؟!!!، أين المجتمع الشيعي؟!!!، أين أنصار الحسين؟!!!، أين زوار الحسين ؟!!!،أين كربلاء ؟!!!،أين هم ؟!!!، ….أين الشيعة الذين تحركهم هذه الفتوى أين ثلاثمائة مليون الذين يقول الأعلام أنهم يتبعون المرجعية الفلانية ؟!!!، أين هم من هذه الفتوى ؟!!!،…، صاروا : “وفي الهزيمة كالغزال”، أين هم ؟!!!،، ومن الفتوى يهربون ، من هنا قلنا ونقول بان الفتوى ولدت ميتة لأنها لم تصدر من الفكر والمنهج والسلوك المناسب ، ولم تصدر في الوقت المناسب ، ولم تصدر في الحدث المناسب ، ولم تكن مُشَخِّصة للتشخيص المناسب ،…)) وبين سماحته النتيجة الواقعية المخزية الملموسة التي أنتجتها الفتوى الغير مدروسة ، قال سماحته :
(( … ويضطر من يتصدى للفتوى وللحكم وللسلطة أن يرجع مرة ثانية يستعين بالدول بالتحالفات ، بالاحتلال ، وهذا الاحتلال من جديد ، بعد أي شيء بعد الفتوى ، ومع أي شيء مع الفتوى ويساند أي شيء يساند الفتوى ، التفتوا جيدا إلى أي مستوى من الانهزامية وصلنا؟! ، إلى أي مستوى من الذل والخنوع وصلنا؟!، إلي أي مستوى من الخزي والعار؟، وصلنا عندما تكون الفتوى غير محركة ، عندما تولد الفتوة ميتة وفي اخطر ما يكون))

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب