ابت المروءة صمتنا فتكلمنا بصوت عال حين سكت الذين ارتضوا بالسكوت بديلا فقالوا : تالله إنكم ثرثارون متفيقهون … غضبت نفس المروءة فتوقـفنا عن الكلام مجاملة لهؤلاء الخائفين فربما سيعودون شجعانا وابات للظيم ! .. عجبا ! قال قائل منهم : وأيم الحق إنكم ساكتون ! وسكوتكم اكبر دليل على قبولكم ( بشرعية ) الحاكمين ؛ تركنا الكلام المعهود وتحولنا صوب القلم المهيوب فهو أشد مضاضـة لمن باع امه بسوق النخاسة ، عندئذ تصدى لنا وعاظ السلاطين قائلين : إننا وبحكم منصبنا المقدس ، نعلنها صراحة إنكم مشاغبون ، وأصحاب القلم سباقون بالفتنة وتأليب الضمائر ، وأنتم يا أصحاب القلم صدعتم رؤوس الأبرياء ، بل إنكم من دمر بلادنا المفعمة بالديمقراطية الاسلامية المتنورة وانتم وحدكم قد منعتم الهواء من الدخول الى مسامات جلود هؤلاء المساكين ! فسببتم لهم الاختناق ! ماذا نفعل وقد سمعنا الوعظ السلطاني الجميل ضحكنا ملء اشداقنا فقالوا : إنكم مجانين ، تضحكون من ( أمر الله ) والله لنكيدنكم أجمعين أنتم وآباءكم وإخوانكم أجمعين …. بكينا بمرارة وألم مما سمعنا فظن هؤلاء إننا مهزومون ، ليتهم علموا اننا لن ننهزم : (ننتصر او نموت) والنصر قريب إن شاء الله تعالى خرجنا بتظاهرات نحمل فيها قلوبنا على أكفنا وأعلام بلدنا مكللة بأغصان الزيتون فاتهمنا مليكهم بأننا داعشيون اتينا من الحدود الغربية وفقاعة ماتلبث أن تزول بأسياف الحاكم المتفرعن الظلوم ، وكل هذا إستحقاق لنا ! لأننا أشتات متناثرون لايحب بعضنا بعضا ، ويكره بعضنا بعضا بأمر من الوالي الفطير ! ونحن لانساوي درهما من دراهم الزمن القديم وغير ذي قيمة تذكر عند دقناووز الاكبر ! …. رغم ان خير البلد عميم لكنه ذهب الى جيوب رفاق العمالة والعار النتنين الذين لايعدلون بالحق مسمار صدئ سيدق في نعشهم ، عند ئذ سيفرح المؤمنون ! . عهدنا الى اصحاب وصويحبات دقناووز الامانات فلم يؤدوها الى أصحابها بل نهبوها كغنائم لهم ولاولادهم من بعدهم أمام اعين الناس والاعلام دون إستحياء ، وهل للمومس حياء وقد اطلع على مفاتنها آلاف مؤلفة من القوادين ؟! ، هل يعلم دقناووز ان هذه المومس تشاجرت مع ( عالم جليل ) رفض الانصياع لرغباتها فقالت بأعلى صوتها : ( بأمكاني أن أدمرك بدكة تلفون ) … من العجب أن يتهم احدنا مومس ( مسنودة ) وهو يدري ان اتهامه سيقوده الى عالم ( الصد مارد ) ، فلا بد أن يصفها بالطاهرة لا العاهرة ، كونها تؤدي ( رسالة ) للذين لايعرفون أصول ( اللعبة ) !!! . ليس امامنا سوى ان نستغفر الله عن ذنوب شقينا بها ، ثم نتوضأ ونذهب الى بيوت الله ( التي) أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ) لكننا وجدنا تلك البيوت قد دكت بصواريخ ( الايمان وتصفية الحساب ) وأصبحت اثرا من بعد عين بأوامر من ( رب ) جديد هبط علينا محروسا بسبعين الف ملك مسوم ! يا ايها الملك دقناووز : مالفرق بينك وبين من قال : ( ما علمت لكم من إله غيري ) ، أتحداك ايها الملك ان تجيب؟!