18 ديسمبر، 2024 7:45 م

من رحم منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة الفاشلة … تولد ثورة الشعب وستنتصر ( حلقة1)

من رحم منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة الفاشلة … تولد ثورة الشعب وستنتصر ( حلقة1)

منذ مطلع شهر تشرين الأول 2019 ولحد هذه اللحظة تواصل جماهير شعبنا الأصيل بدءاً من بغداد العاصمة الرشيد مروراً بكل المحافظات خرجت إلى الشوارع رافضة واقع الحال القائم، ونادت بإسقاط منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة بكاملها التي أسسها الإحتلال صهيو أمريكي غربي إيراني ومحاكمة كل زعماء الأحزاب والإجرام والفساد وحل كل المليشيات الطائفية والمذهبية والعرقية وطرد الإيرانيين والأمريكان وجميع المخابرات الدولية ، وهذا يدلل أن خزان الغضب الشعبي، ودرجة غليان السخط في أوساط أبناء الرافدين بلغت حد الإشتعال بعد ستة عشر عاماً على غزو وإحتلال العراق من الأميركان والفرس، ومحاولات تفريسه وتمزيقه.
ستة عشر عاماً عاش فيها الشعب العراقي أبشع أنواع القتل والإجرام والإستغلال والنهب لآدمية الإنسان وكرامته وحريته ومستقبله الشخصي والوطني، وأدخلت العراق بكل أطيافه في متاهة الجوع والبؤس والفاقة والبطالة والحرمان، ومزقته إرباً إلى كانتونات طائفية وعرقية متناحر وهشة، ليشعل نيران الكراهية والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد والموحد وبشكل منهجي؛ وأدخلت العراق في ظلام دامس مع غياب وإنقطاع الكهرباء، والحرمان من مياه الشرب الصالحة، وظهور قطاع الطرق والمافيات والمليشيات ذات الولاءات الطائفية والمذهبية والقومية العنصرية، وإنتشار الفوضى والإرهاب والفلتان الأمني وانتشار الأمية وتردي مستوى الأخلاق وتفشي التزوير والرشاوي في كل المؤسسات الحكومية، وتردي الخدمات الصحية والتربوية وانتشار المدارس الطينية، وتعاطي المخدرات وإرتفاع أجور السكن، وتسيد القبلية والعشائرية والجهوية، وسرقة المال العام في وضح النهار، وبروز حيتان الفساد بإسم الدين والطائفة والمذهب والقومية، والإستقواء بالأمريكي والإيراني الفارسي، وعبر هذه النكبة أعادت حرب 2003 العراق إلى عصور القرون الوسطى، كما خططت الإدارات الأميركية والغرب الرأسمالي ومستوطنة إسرائيل والفرس المجوس.
فرزت الإنتفاضة 1 من تشرين الأول 2019، الكثير من النتائج غير المتوقعة على المستوى الوطني والعربي والعالمي، من بغداد التي تجاوز العدد الرسمي المعلن وأمتدت للمحافظات الجنوبية، دللت أنها عابرة للمحافظات وللمذاهب، وعراقية عربية كاملة الأوصاف عمقاً وتطلعاً وشعاراتاً وأهدافاً، قوبلت تلك التظاهرات بالقمع والرصاص الحي وسلاح كاتم الصوت والدهس واستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيداً وما يقرب من 17000 جريح ومعوق وآلاف المعتقلين نتيجة الاستخدام المفرط للقوة والرصاص الحي في الرأس والصدر المتظاهرين السلميين الأبرياء الذين لم يفعلوا غير أنهم فقدوا صبرهم على الجوع والبطالة والفقر والخراب والكذب والغش والخداع والفساد، والمطالبة بالحقوق المدنية المشروعة في العيش الكريم والتعبير عن غضبهم لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في العراق ومطالبتهم بإيجاد وظائف وتوفير مستلزمات المعيشية من الماء والكهرباء ومشتقات النفطية وتخفيض أسعار المواد الغذائية – ليس إلا- لا يخفى عن لبيب أن مستوى الفقر الذي تجاوز 50% من العراقيين، وتفشي البطالة الني تجاوزت 40% علاوة على انتشار المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض وتجارة الأعضاء البشرية من قبل قيادات عليا في الأحزاب الدينية، والسلاح المنفلت وسيطرة الميليشيات الشيعية الإرهابية على القرار السياسي، والفساد الحكومي، ونهب الثروات، وتجريف المناطق الزراعية، ومنع السكان من العودة إلى مناطقهم، وتدمير البنية الاجتماعية والثقافية والنفسية ،وهكذا الحال ما حدث بين أبناء شعبنا من تدمير وترسيخ للطائفية والمذهبية البغيضة والإثنية والعنف والكراهية والإرهاب والأفكار الغريبة الوافدة . “جيل الاحتلال”، في العراق ، أسقط كل المعادلات السياسية السابقة وكشف عورات كل الأحزاب العميلة الفاسدة والمدعين بالإصلاح ، ما أدى إلى تحوّل العراق، من واحد من أفضل بلدان المنطقة في التعليم وأنعدام الأمية، إلى واحدًا من أسوؤها في مؤسسات التعليم.. ليس فقط الفقر والحرمان ما يخشاه من عانى ويعاني من شظف العيش، على مستقبلهم ومستقبل أسرهم، بل هناك ما هو أخطر من ذلك، وأول تلك المخاطر أن الفقراء والكادحين يكونون ضحايا سهلة للميليشيات والعصابات الإجرامية وللتجارة بالبشر وتعاطي المخدرات دون أن تلتفت إليهم منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة من تربو على أيدى الاحتلال الأمريكي والصهيوني ونظام الملالي الإيراني، من قادة الأحزاب والحكومات المتعاقبة.
وفّرت الحرب الكونية على العراق فرصة كي تنتقم إيران، لا تزال فكرة الأنتقام من العراق العربي التي بدأت باغتيال كل طيّار عراقي شارك في حرب السنوات الثماني والأطباء وأساتذة الجامعات والأدباء والشعراء الوطنيين. فغدت مفاتيح الخزينة العراقية في طهران لنهب ثروات العراق. تبرر إيران عملية النهب هذه بتعويضات مستحقة بسبب حربها ضد العراق. علما أن النظام الصفوي في إيران قرر عدم التخلي عن نهجه في سيطرة على العراق لتحقيق أهدافه في التوسع الإقليمي، وأصبح العراق بمثابة قوة دعم لإيران، وما يؤكد ذلك أن هدف النظام الإيراني، ولا يزال واضحاً كل الوضوح. انّه يتمثل منع قيام دولة عراقية مستقلّة، بل يريد دولة عراقية تدور في الفلك الإيراني، دولة أسيرة ما تقرره أحزاب وميليشيات تابعة لطهران سبق لها أن حاربت إلى جانب “الحرس الثوري” في المواجهة مع الجيش العراقي الباسل بين العامين 1980 و1988.