تعتبر الأمثال الشعبية من أهم أنواع الثقافة الشعبية في المجتمعات , فهي متداولة على لسان البشر في كل وقت وزمن وكثيرا ما نجدها تتحدث عن عادات وتقاليد وأحيانا تاريخ شعب معين وتختلف في مضمونها مع اختلاف مصادرها من حيث اللهجة أو الألفاظ لللأمثال الشعبية قيمة أدبية كبيرة، ولقد أدرك العرب الأوائل قيمة هذا الكنز اللغوى البليغ فجمعوها في كتب للأمثال، يذكر منها مجمع الأمثال للميداني، المستقصى في أمثال العرب للزمخشري، جمهرة الأمثال للعسكري، وغيرها من الكتب ضرب المثل من أكثر الأشكال التعبيرية الشعبية انتشارا وشيوعا، ولا تخلو منها أية ثقافة، إذ نجدها تعكس مشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءتها، وتجسد أفكارها وتصوراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومعظم مظاهر حياتها، في صورة حية وفي دلالة إنسانية شاملة، فهي بذلك عصارة حكمة الشعوب وذاكرتها. وتتسم الأمثال بسرعة انتشارها وتداولها من جيل إلى جيل، وانتقالها من لغة إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة، بالإضافة إلى إيجاز نصها وجمال لفظها وكثافة معانيها. وهناك عدة تعارف توضح مصطلح(الأمثال الشعبية( اخترت واحدا منها( أنها الجمل القصيرة والعبارات المختصرة التي تشبه القصة القصيرة وتتحدث عن تجربة معينة مر بها أشخاص في زمن معين , يتناولها الناس عندما يعيد الزمن نفسه على شكل مختلف من الناس بينما الوقائع التي قيلت فيها هذه الأمثال نعيشها في اى حقبة من الزمن) الامثال الشعبية هي صنيعة الشعوب.و لا تاتي من فراغ ابدا. ومن الامثال ألشعبية السائدة والمشهور في المجر الكبير هو مثل( عرس بحير) وقد تداولناه منذ بداية الخمسينيات ولا يزال يضرب به لحد الان , تناقله الصبيه والشباب. حيث رددناه نحن جيل الستسنيات وما قبلنا ولا نعرف من بحير؟ وماهو عرسه تلاقفناه من اهلنا وعوائلنا ومحيطنا . ولا نعرف قصته. سوى ان من يتميز باضهار عرسه واشهارة واعلانه, للملا بشكل كبير وواضح, مما جعلني ابحث عن القصة الحقيقية له, فعرفت ان بحير هو شاب قوي البنية من عائلة فقيرة حالة حال عوائل مدينتي في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينية يتيما وحيدا لامه واسمه بحير علي ابو لويه الوائلي. كان يسكن ووالدته مع صديق له .حينما كانت الصداقة تعني الاخوة الخالصة مع المرحوم شريجي ضامن الكعبي ووالدته, وكان الجميع يتصور انهم اولاد عم, حيث لا تعرف القاب وعشائر اهل المجر الكبير بل كانوا عائلة واحدة متماسكة يعمهم الخير والصدق والاخلاص والوفاء.بحير هذا شاب يحمل اخلاق وصفات ابن المدينة يحب الجميع ويحبة اقرانه. نظيف السريرة.وقد يخشاه الاخرون لفرط قوته. وحدثني. احد الرجال بانه فرق يوما مظاهرة خرجت على احد اقرباءه هو الاستاذ شاطيء وكان معلما وممثلا للحزب الوطني انذلك بسيف لوحدة . خشية منهم ان ياخذوة. او يضربوه. قرر (بحير) ان يتزوج. وهو يعرف صعوبة ما
يتطلبه الزواج. ولكنه كان . يتفانى ويعمل ويكدح في شتى المهن من اجل تجهيز عرسة وامه ناطف كانت (جدة المدينة ) والجدةهي من امتهنت عمل القابلة الماذونة في وقتنا الحاضر وكانت تسمى جدة اهل المدينة, لان من اشرفت على ولادته كان يسميها (جدتي)لم تبخل بما ملكت, وادخرت لهذا اليوم ولوحيدها. وبما ان بحير وحيدا وليس له اخ. قرر الشباب ان يكونوا جميعا اخوة له. ولان امه جدتهم فمنذ ان خطب بحير استمروا بالافراح والغناء والرقص واستخدام الطبول والدفوف(الزناجير) وبما ان المدينة صغيرة وهادئة يسمع الجميع من اقصى المدينة الى اقصاها اصوات افراح عرس بحير الليلية التى طالت لستة اشهر كامله. فبعد العشاء تقوم من قبل الشباب المحب لبحير , الرجل اليتيم. الطيب وهناك من شيوخ وعجائز المدينة من اكد لي ان عرس بحير استمر حتى بعد الزواج وولادة ولدة البكر خزعل. فضرب مثلا شائعا (عرس بحير) ولا يزال تتداوله الالسن في مناسبات الاعراس والافراح المميزة والتي لها صدى واسع وحضور مميز فلازل الشباب. في مدينتي, حينما ينون الزواج يتوعدوه اصدقاءه بان يعملوا له عرسا كبيرا كعرس بحير ذائع الصيت, ونظرا لان الحياة بدات تتشابك وصعبة. وخوفا من تهور الشباب. فعندما يتاخر عرس احد اقرباهم يصيحيون باعلى الاصوات( عمي كافي قابل هو عرس بحير) رحم الله بحير وامه واهل مدينتي جميعاوسيبقى بحير وعرسة علامة فارقة في تاريخ المجر الكبير