23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

من ذاكرة الحرب – مؤامرة السوامرة

من ذاكرة الحرب – مؤامرة السوامرة

في عام ١٩٨٨ و بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية كتب وفيق عبجل السامرائي تقريرا سرياً بنسختين سلم احدهما للأستاذ (ج) مسؤول مراسلات الأجهزة الأمنية في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية ، وأخرى إلى المكتب الخاص لمدير جهاز المخابرات،فاضل البراك، وقد ذكر وفيق في هذا التقرير مايلي:

[أن مجموعة من السوامرة ومن قدماء البعثيين يتحدثون عن الرئيس القائد بسوء وانهُ سَمِعَ من احد أبناء عمومتهِ ويدعى طلال إسماعيل السامرائي أن أخيهِ رشيد اتفق مع هؤلاء البعثيين ومنهم احمد طه العزوز وعلي عليان واللواء الركن داود الجنابي واللواء الحكم حسن علي والعميد الركن محمد صالح السامرائي والعميد الركن أسامة صبحي السامرائي واللواء عادل السامرائي والعقيد استخبارات حامد عبد الكريم السامرائي والعميد فكرت وهم يهيئون لمؤامرة لقلب نظام الحكم وقد أرسلوا المدعو طلال السامرائي لمفاتحتي للانضمام إليهم لخيانة الرئيس القائد حفظه الله ،  واطلب أمركم لإدامة الاتصال بهؤلاء الخونة حتى نمسك بخيوط المؤامرة ].
العميد الركن
وفيق السامرائي
معاون مدير الاستخبارات لشؤون ايران والشمال
…..
صدر أمر الرئيس إلى جهاز المخابرات باعتقال رشيد السامرائي وأخيه طلال، وبعدها صدر أمر آخر باعتقال مجموعتهم والتحقيق معهم حول هذه المؤامرة المزعومة بناءً على تقرير وفيق السري،  ولوجود أسماء لضباط برتب كبيرة وعدد من البعثيين القدماء فقد أمر الرئيس بتشكيل لجنة في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة برئاسة اللواء الركن المرحوم طه عباس الاحبابي معاون مدير الاستخبارات العسكرية لشؤون الأمن العسكري للتحقيق معهم حول المؤامرة المزعومة!!! ولعدم ثبوت الأدلة ولعدم صحة معلومات التقرير، فقد كتبت اللجنة التحقيقية رأيها ببراءتهم وعدم ثبوت أي شيء ضدهم، وطلبت أمر الرئاسة بإطلاق سراحهم، لكن، لم تقتنع رئاسة الجمهورية برأي اللجنة التحقيقية في مديرية الاستخبارات العسكرية!! وردّتْ على كتاب اللجنة بأن تحقيقهم غير صحيح!!!ومتهاون مع الخونة !  وأمرت الرئاسة بنقل التحقيق من عهدة الاستخبارات العسكرية إلى مديرية الامن العامة!!! واجري التحقيق معهم هناك أيضا، ولم يثبت بحقهم شيء مما ذكره وفيق السامرائي في تقريره ، وكان قراراهم مُشابهاً لقرار لجنة مديرية الاستخبارات العسكرية ولكن، لم تقتنع الرئاسة أيضا!!! فتم تحويل التحقيق إلى جهاز المخابرات هذه المرة!!! ومن الواضح أن السبب في تنقل التحقيقات بهذه الصورة هو كون كاتب التقرير  من الموثوقين من قبل حسين كامل!!! قد أولي لتقريرهِ المُلفّق اهتمام كبير!!! فهذهِ أول مرة تعترض الرئاسة على رأي عدة لجان تحقيقية قامت الرئاسة، نفسها، بتشكيلها!! وتقوم بتحويلها إلى عدة أجهزة أمنية!! وبعد عدة اشهر من التحقيقات أثبتت عدم صحة ادعاء كاتب التقرير، أطلق سراح جميع المعتقلين بأمر الرئيس صدام حسين شخصياً بعد أن قضوا ما يقارب السنة والنصف في السجن بناءً على وشاية وفيق عبجل، الذي كان هؤلاء البعثيين الأوائل يتهمونهُ دوما ببراءتهِ من مدينة سامراء وعدم وفائهِ لها بالتنصل من مساعدة أبنائها، فأراد وفيق عبجل التخلص منهم وصبَّ حقدهُ الأسود عليهم وعلى مدينة سامراء بتقريره هذا لكن إرادة الله كانت أقوى منه.
وبعدها، وكما يقول الأستاذ (ج) كتب وفيق السامرائي الى الرئاسة تقريرا يقول فيه : [ ان اللواء الركن الطيار الحكم حسن علي لم يودع في موقف الاستخبارات كباقي المعتقلين بل اسكنهُ المدير العام  في غرفة خاصة في مقر الاستخبارات]!!!!!! حتى ثبتت براءتهُ وصدر أمر الرئيس القائد بإطلاق سراحه !
ومن الواضح جداً ان طريقة كتابة وفيق لتقريرهُ هذا غامزاً من جانبهِ إلى أن المدير العام السابق للإستخبارات كان مُتعاطفاً مع المُتهمين باستهداف الرئيس لعلمهِ ان اللواء الحكم كان صديقاً شخصياً للمدير العام، والرئيس يعرف ذلك!!!! فأراد الإيقاع بهما بالقول للرئيس صدام حسين غامزا لهُ أن المدير السابق لم ينفذ أمرك باعتقال اللواء الحكم حسن علي كما يتطلب الموقف!!!
 
وبمناسبة الحديث عن سامراء واهلها ،  اخبرني احد الضباط الشجعان في المعاونية الفنية في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة أن وفيق السامرائي أثناء فترة التحقيق مع البعثيين من مدينة سامراء، كانت تصلهُ خلال تلك الفترة اتصالات من أقاربهِ في المدينة يطلبون التحدث إليهِ وحال إبلاغهِ من قبل مأمور البدالة بأن (فلان) السامرائي يطلبك على الخط، يَجن جنونهُ ويبدأ بالصراخ الهستيري على مأمور البدالة قائلا [لا تحول لي أي مكالمة من سامراء ابلغهم باني لست سامرائياً أنا بريء من هذه المدينة الخائنة للرئيس القائد] ويغلق خط الهاتف في مَوقف مُضحك مُخزي للذي خان مدينتهُ وأهلهُ لإغراضهِ الشخصية.