23 ديسمبر، 2024 4:05 ص

الأسير الملازم الطيار حسين لشكري دليل عدوان ايران على العراق
٤/٩/١٩٨٠ قامت ايران بقصف البلدات والمنشآة النفطية الحدودية بالمدفعية الثقيلة ، سبقها عدة تحرشات حدودية وتهديد للامن الداخلي العراقي بتنفيذ عدة عمليات ومحاولات اغتيال لشخصيات حكومية كان ابرزها في الاول من نيسان عام ١٩٨٠ حيث تعرض نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الاستاذ طارق عزيز رحمه الله لمحاولة اغتيال في الجامعة المستنصرية ،وصرح الخميني ان اي اتفاقية لا تحقق مصالح الشعب الإيراني عقدت في زمن الشاه لا تعترف بها حكومة الجمهورية الاسلامية ومنها اتفاقية الجزائر .ودعا الخميني الجيش العراقي للثورة ضد نظام صدام
في اجواء مثل هذه كان لابد للقيادة العسكرية العراقية ان تتخذ إجراءات الدفاع عن العراق الذي يتعرض لتهديد أمنه الداخلي والقومي
وفي ١٧/٩/١٩٨٠ أسقطت المقاومات الارضيّة العراقية طائرة إيرانية شاركت بقصف العراق وتم أسر قائدها الملازم اول الطيار ( حسين لشكري ) والذي اطلعت عند عملي في شعبة ايران ( ش١٣) على افادة الأسير الإيراني (حسين لشكري ) وكانت موقعة من قبل الرائد الركن وفيق عبجل السامرائي (ضابط قسم ايران) في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة المرفوعة من قبله الى مدير شعبته (الشعبة الثانية) في المديرية
ففي كتاب حطام البوابة الشرقية الذي لفقه وفيق السامرائي وفي الصفحة (٤٣) منه يذكر تلك الحادثة كما يلي:
(((( حتى مطلع سبتمبر أيلول 1980 عندما شارك الطيران الإيراني بشن غارات جوية على قواتنا , وتم إسقاط أولى الطائرات الإيرانية المقاتلة نوع ( أف ه أي ) بقيادة الملازم أول الطيار حسين لشكري , وطبقا للانطباعات التي زودتنا بها مديرية الاستخبارات الجوية فانه تميز بالصلابة أمام المحققين ولم يستجيب بصورة سريعة للبوح بالمعلومات المطلوبة عن أوضاع القوة الجوية الإيرانية)))

معلوم لدى جميع ضباط الجيش العراقي وخاصة ضباط الاستخبارات العسكرية العامة إن مهمة استنطاق الأسرى من مسؤولية ضابط القسم وضابط الشعبة المختص بمديرية الاستخبارات العسكرية حسب ساحة العمل , و بغض النظر عن كون الأسير جندي أم ضابط ينتمي إلى صنوف الجيش المختلفة كان يكون طيار , بحري او مشاة . فاستنطاق الأسرى في الحرب العراقية الإيرانية مهمة شعبة إيران يقوم بها ضابط القسم في الشعبة المختصة وفي بعض الأحيان يحضر الاستنطاق ضابط من الصنوف أعلاه , إلا إن وفيق في كتابه أراد إن ينأى بنفسه عن مسالة بديهيه في العمل الاستخباري ( خوفا من الإيرانيين) وهي استنطاق أسير, ليقول إن الاستخبارات الجوية هي التي استنطقت الطيار . وكما ذكرت اتي اطلعت في إحدى المرات على إفادة الملازم ولم أجد أية إشارة في المطالعة الموقعة من قبله – كونه القائم باستجوابه- والمرفوعة إلى مدير شعبته ( الشعبة الثانية ) والمهمش عليها من قبل المعاون ومدير الاستخبارات العسكرية على إن الطيار المذكور كان يتميز بالصلابة أمام المحققين؟! الا ان في تاريخ تأليف الكتاب كان قد بدء بمغازلة الإيرانيين للتقرب لهم
بعد انتهاء الحرب بنصر حاسم للعراق على ايران الشر في٨/٨/١٩٨٨ كان لدى العراق وبمناسبة الحديث عن اسرى الحرب العراقية الإيرانية لابد من التطرق لهذا الملف المهم ، فقد كان لدى العراق نحو 40 ألف أسير إيراني، بينما الأسرى العراقيين لدى العدو الإيراني كانوا بحدود 60 ألف أسير، و وفيق يعلم هذه الأعداد جيدا لارتباط موضوع الأسرى الإيرانيين والتحقيق معهم بقسم وشعبة إيران، ويعرف أيضا إن الإيرانيين رفضوا تسليم الأسرى العراقيين المحتجزين لديهم إلا بتسليم العراق لنفس عدد الأسرى من كلا الجانبين في كل وجبة، وبسبب تعنّت الإيرانيين في هذا الموضوع، وافق العراق على تبادل الأسرى وبنفس الأعداد في كل وجبه لإثبات حسن النوايا في حسم القضايا العالقة بعد وقف إطلاق النار ، وعند موعد تسليم الوجبة الأخيرة من الأسرى الإيرانيين المحتجزين في العراق (عدا الملازم حسين علي لشكري كونه يمثل للعراق شهادة كبيرة ويثبت للعالم تاريخ بدء العدوان الإيراني على العراق كون طائرته أسقطت يوم 17-9-1980) وحالما بدأت إجراءات التسليم وعلى خط الحدود الفاصل بين البلدين وبعد أن عبر آخر أسير إيراني خط الحدود أوقف الإيرانيون، الغادرون على مر التاريخ، طوابير الأسرى العراقيين والذين كانوا يتلهفون للعودة إلى الوطن، وأعادوهم بموقفهم المخزي الغادر إلى أقفاص الأسر بحجة أن العراق يمتلك عدة آلاف من الأسرى الإيرانيين ويرفض إطلاق سراحهم!! وهذا الشيء غير صحيح كون أسماء الأسرى لكلا الجانبين مثبتة في قوائم الصليب الأحمر الدولي ويعرف وفيق عبجل هذا الأمر جيدا، إلا أن وفيق هنا يقف مع الإيرانيين (أسياده وأسياد سيده جلال) كتبوا أكاذيبهم لتحريض الإيرانيين على عدم تسليم أسرانا وعودتهم إلى الوطن والى ذويهم، بعد أن ذاقوا المر من المعاملة المهينة للعدو الإيراني،  فالعراق اوفى بالتزاماته الدولية بتسليم جميع الأسرى باستثناء ( الطيار الأسير لشكري ) لانه يمثل للعالم اجمع بتأريخ أسره (١٧-٩-١٩٨٠) بأن القوات المسلحة العراقية لم تشرع بالدفاع عن الوطن الا في ٢٢-٩-١٩٨٠ ردا على العدوان الإيراني الذي يدعي وفيق الان (تماشيا مع اسياده) المطالبين بالتعويضات لإيران بالتطبيل معهم بان العراق هو من اعتدى على ايران ، رغم انه مسؤول لملف ايران في الاستخبارات العسكرية طيلة الحرب العراقية الإيرانية التي أخرت احتلال ايران للعراق لثلاثين سنة حققوا بعدها عام ٢٠٠٣ اهدافهم بتصدير ثورتهم اللأسلامية للعراق واليمن وسوريا ولبنان بغياب جيش العراق وقادته وبفضل مطايا المحتل الامريكي أمثال المريض النفسي وفيق السامرائي الذي يدعي الآن ان العراق هو من اعتدى على ايران في ٤-٩-١٩٨٠ والذي يعرفه كل من عاشت تلك الايام.