23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة تستنزف العرب وايران

من دفع داعش الى العراق يُريد تقسيمه واشعال حرب طائفية طويلة تستنزف العرب وايران

بات من المؤكد ان سقوط الموصل بيد داعش لم يكن سقوطا عاديا , فلا داعش لوحدها هي التي اسقطت هذه المحافظة ولا الجيش العراقي انهزم امام الارهاب ضعفا او نتيجة ضربات معادية قوية , كل الحقائق تؤكد ان وراء هذا الحدث خطة رسمتها تركيا بايعاز اسرائيلي ودراية امريكية ونفذها مسعود برزاني واثيل النجيفي . ومن المؤكد ان تركيا حصلت عل ما تريد ضمن خطة لم تكتمل بعدُ وتقتضي ان يكون الموصل اقليما تابعا لها مثله مثل كردستان العراق لاحقا .
بعد سقوط الموصل , حصل برزاني على ما يريد باحتلاله المناطق المتنازع عليها واصبح يسيطر على نفط الشمال بكامله وقد وصلت شحناته الى اسرائيل مؤخرا , اما الشخص الخاسر في هذه المؤامرة فهو اثيل النجيفي , الذي اصبح خارج الموصل فلا داعش تسمح له بالوجود وهو متهم بالتآمر على العراق  . والخاسر الثاني هم العراقيون (السُنّة العرب) الذين فقدوا اراضيهم لصالح برزاني وفقدوا امنهم لصالح داعش واصبحت مدنهم واراضيهم ساحة معركة بين الارهاب وحلفائه من جهة والجيش العراقي ومن يسانده من جهة اخرى .  ويبقى الخاسر الاكبر هو العراق كبلد موحد . والحال هذه نستطيع القول ان الاداة الاولى والاقوى في هذه الاحداث وما سبقها وما سيليها هو مسعود برزاني الذي يريد تدمير العراق لصالح استقلال كردستان بالتوافق مع اسرائيل وتركيا .
الى هنا تبدو الحال واضحة وخطيرة بظاهرها ولكنها اشد غموضا وخطورة فيما وراء هذا الظاهر , اذ ان الهدف من وراء احتلال داعش للموصل برؤية اسرائيلية امريكية ليس كما اسلفنا القول , فهو ليس لان تربح تركيا او برزاني او تفشل الحكومة العراقية , وليس كما تهاتر السعودية التي اصبحت اداة ضد مصالح العرب جميعا , ان الاسرائيليين والامريكيين ومنذ زمن يريدون تقسيم العراق بل وتدميره ككيان ودولة , ربما تحقق لهم ذلك بفضل عمالة برزاني وغباء القادة السياسيين العرب – سنة وشيعة – ولكن احتلال الموصل من قبل داعش لم يكن الهدف منه تقسيم العراق بل تنفيذ ما هو اخطر من ذلك , اذ يريد الاسرائيليون والامريكان ان تمتد دولة داعش حتى الحدود الايرانية ما يدفع ايران الى الانخراط في حرب معها بتشجيع امريكي غربي اول الامر , وعندما يحتدم الصراع تحوله امريكا والغرب والعرب الطائفين الى حرب طائفية بين العرب وايران يكون العراق ساحتها , وهنا تكون اسرائيل قد اتقت شر ايران وتهديداتها واشغلت العرب بحرب تستنزفهم وايران سنينا طوال ودمرت اهم الكيانات العربية الحية في غرب آسيا وخاصة العراق , ما يؤمن بقاءها آمنة قوية في المنظقة ,
اذن الهدف الحقيقي وراء سماح الغرب لداعش بان تحتل مناطق من العراق هو اشعال لحرب طائفية طويلة الامد بين العرب وايران , ناهيك عن منع ايران من التواصل مع سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية , لان دولة داعش ستكون فاصلا جغرافيا بين المقاومة العربية ضد اسرائيل وبين ممولتها وداعمتها ايران .