23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

باص الموظفين يقلّنا من بغداد الجديده الى الدائره ، وبالعكس ..
 في يوم  خريفي ممطر  كنا نتهىء للعودة الى البيت ..
ألارض تزوّقت برائحة المطر الذي يفوق  كل العطور الفرنسيه في عطره ..
صعدت الباص ، كان فارغا الا من السائق ..
دقائق صعدت (هي) ، تركت كافة المقاعد الفارغة وجلست بجانبي .. 
قلت لها بسرور : الانسان المناسب في المقعد المناسب ..
ضحكنا كلانا ..
صمتنا قليلا . .
ثم سألتني :
هي:ماذا قرأت اليوم ؟
أنا : كتاب رهيب عن نكبات الارمن في تركيا عام 1915، وما تعرضوا له من ظلم وحيف..
هي:(مكملة) ومذابح ..
أنا : بالضبط .. كنت كلما أقرأ سطرا كانت تدمع عيناي ..
هي: (نظرت اليّ) أنظر الى وجهي ..
(نظرنا وجها لوجه لبعضنا البعض)
أنا : (مع نفسي) كم أنت جميله يازميلتي ..
هي: (قطعت شرودي) عيونك محمرّة.. (ببراءه) عليك أن تبدل عدسات نظارتك ..
أنا : لابل بل عليّ أن أبدل قلبي ..
أحمرّ وجهها خجلا .. أعتذرت برقة ، ومدت يدها صافحتني ..
ثم ضحكنا مرة أخرى ..
و .. تحرك بنا الباص ..