19 ديسمبر، 2024 3:27 ص

من دروس الابتدائية

من دروس الابتدائية

الديمقراطية تعني : حكم الشعب بواسطة الشعب ولخدمة الشعب ، قالتها ابنتي بتلكؤ وهي تستعد لإمتحان درس الوطنية  في الصف السادس الإبتدائي ، وقالت ايضا – بعصبية-  ( لم افهم  ) ، فقلت لها ممازحا ومن منهم فهم هذا التعريف قبلك يابنيتي .
حكم الشعب باصوات الشعب ، لابالإعتقال والترهيب والتهديد والوعيد ، بها وصلوا ، فماذا فعلوا ؟
يقول الكتاب ايضا والذي يقرأه النشء الجديد ومنهم ابنتي الحائرة : (ان العمل على دعم شعور المواطن بالانتماء الى الوطن لايتحقق الا بتوفير العدالة بين المواطنين ، لذلك تقوم الدولة ببناء جسور الثقة بينها وبين المواطن بتطبيق المساواة مع الاخرين والعدالة ومبدا تكافؤ الفرص لكل ابناء الشعب بغض النظر عن الدين والعرق والجنس واللغة ). 
المساواة .. العدالة .. تكافؤ الفرص ، هذا مايدرسه صغارنا ،علهم يجدونه في العقد القادم ، عندما يصبحون شبابا ، فلا يُغيّب احدهم ولا يُقدم عليه في المنصب او الوظيفة من لايمتلك الا تزكية حزبه المتنفد ، يقرأونها .. يحفظونها مضطرين لينجحوا في الامتحان ، لكنها ستبقى في ذاكرتهم ،فإن وجدوا مايطابقها على ارض الواقع حمدوا الله ، والا فانهم سيتهمون الاساتذة المحترمين مؤلفي هذا الكتاب بالكذب والتلفيق ، او الجهل لانهم لايعرفون معنى الديمقراطية ، و الانتماء للوطن ، كما يعرفه السادة الحاكمون بالدستور والقانون .
اخر مااصطدم بواقعي في كتاب الوطنية للمرحلة الابتدائية ، تحت باب حقوق الانسان للجميع الفقرة الخامسة منه ، عن حرية التنقل : (للفرد الحق في حرية التنقل ، واختيار محل اقامته في داخل حدود الدولة التي يعيش فيها ) .
هنا تذكرت صاحبي الذي وقف على باب قائد الوحدة العسكرية المسؤولة  عن  حماية منطقته شهرا ، لاياخذ الاذن بانتقاله من بيته المستاجر الى اخر في المنطقة نفسها مضطرا ، وتذكرت ايضا  العراقيين  من غير الاكراد المقيمين في كردستان ، وابت ذاكرتي المتخمة بمشاهد حرية التنقل في العراق  الا ان تتحفني بمثلث (الظرف والرصاصة وارحلوا سريعا).
تلك دروس الابتدائية واظنكم توافقونني الراي انها دروس للكبار بل الكبار جدا , الذين يسكنون بروجا عاجية  وصلوا اليها على اكتاف الشعب الطامح للديمقراطية وماحولها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات