7 أبريل، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

من خواطر الكلمات

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم كان الخميس وقد اشارت عقارب الساعة الى الواحدة مساءً ليغادرنا اسبوع من اسابيع اشهر السنة تناصفت ايامه بين الشهرين الاخيرين من هذا العام الذي لم يبقى منه سوى سبعه وعشرون يوما مغادرنا بثقل ايامه مضيفنا الى اعمارنا سنة كاملة ورقماً اكبر… ومع ثقل الايام وما واجهه الناس من هموم ومتاعب من اجل البحث عن راحة البال التي افتقدوها منذ طفولتهم ومازالوا يبحثون عنها وقد حل المشيب في اغلبهم من دون جدوى او الحصول على تلك الراحة….. انظر امامي في كامرات المنزل الى الشارع الذي بات شبه خاوي من المارة ماعدا سيارات متفرقة بين الحين والاخر بينما بيوت المنطقة ينام اهلها بسبات عقيم….
تذكرت في هذه اللحظات سنين ماضية في عهد الثمانينات من القرن الماضي عندما كنا في الخدمة العسكرية ونصل مدينة الموصل ليلاً في اجازتنا الدورية ونحن نحمل معنا الفرحة للقاء الاهل والاصدقاء بعد معاناة ربما شهر كامل وأكثر احيانا في جبهات القتال يرافقها تعب وارهاق وحياة خشنة لا يستطيع كل انسان ان يتعايش معها…
ومع هدوء الليل تتذكر ذلك المرآب في ذلك الوقت والذي يطلق عليه اسم كراج بغداد هذه المنطقة الوحيدة التي لا تنقطع فيها حركة الاشخاص والسيارات ليلا ونهاراً وتستقبل وتودع يوميا الآلاف من المسافرين…
نعم انها اياما خوالي لم نعرف في حينها انها سوف تكون جميلة جداً واننا سوف نتذكرها وفي قلوبنا الحسرات وصدورنا تذرف الآهات عليها…
حقاً هل هذا الشوق والحنين الى الماضي نتيجة ظروف القطيعة بين العوائل والموت شبه النهائي لصلة الارحام ام انه يأتي من باب توفر كل شيء حولنا عكس ماكنا نعيش فيه من حرمان ومن حياة لم يكون لنا فيها قرار ومناقشة ضمن عوائلنا لان القرار كان في تلك الفترة يعود اولا وآخرا لأرباب الاسر وعلى الجميع التنفيذ…
ما اجملها من لحظات وانت تتمنى من سائق الباص او كما نسميها المنشاة ان يسرع قليلا حتى نصل مدينة الموصل وعلى اعتاب ابوابها ينزل اغلب الركاب في دورة بغداد في حين ينزل البقية داخل الكراج الذي يقع وسط المدينة لنتوجه بعدها لسيارة ثانية توصلنا الى بيوتنا وبدون موعد مسبق او الاتصال بهاتف تجد نفسك امام اهلك وانت تجهل اخبارهم تماما كل فترة التحاقك في وحدتك العسكرية..
فرحة لا توصف وشعور بالغبطة من الفرح والناس من اهلك وابناء عمومتك واصدقاءك يستقبلونك بالأحضان وانت تتكلم لهم عن كل ما عشته وعانيت منه في هذا الشهر…
انهي هذه الخاطرة وانا اجلس امام المدفأة الكهربائيّة والتي انعم الله علينا فيها هذه الفترة وبدأت تتحسن تدريجيا بعد معاناتنا من انقطاعها..
مع العلم ان اليوم يعتبر اول ايام الشتاء والجو بارد.. ختاما اتمنى لكم صباح جمعة طيب ومبارك وانتم تمارسون في ظهيرته شعائركم الدينية بالذهاب لخطبة الجمعة في اقرب مسجد لكم.. تقبل الله منا ومنكم سائر الطاعات….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب