23 ديسمبر، 2024 5:42 م

من خطايا وأخطاء الصحافة الورقية والألكترونية

من خطايا وأخطاء الصحافة الورقية والألكترونية

قلت المليشيات الإجرامية قتلت العشرات من الأبرياء في أنحاء متفرقة من البلاد ..هجرت المئات من مناطق سكناهم … فرضت الأتاوات على الآف منهم .. عاثت في بلاد الرافدين فسادا وإفسادا ، فصرخ أحدهم غضبا وكنت أظنه إنتفض لما تناهى الى سمعه من دماء بريئة سفكت ظلما وعدوانا على يد شذاذ الآفاق ممن يطلقون على أنفسهم أسماء وعناوين مختلفة وإذا به يغضب لأمر آخر بعيد تمام البعد عن جميع التوقعات فقال بصوت إستفاق لصداه جاري الذي يسهر الليل بطوله ، وينام النهار بعرضه ، قائلا (لماذا قلت مليشيات ولم تقل ميليشيات !!) لماذا تتلاعبون بمفردات اللغة العربية وتحاربونها ..خونة ..جواسيس ..عملاء بررررر برووووو.
قلت التلفزيون يبث من الدعايات الكاذبة والممولة سياسيا مايثير الفتن والمحن ويؤلب القلوب ويثير الأحقاد والضغائن في بلادي حتى ان عديد العراقيين الذين قتلوا في شهر تشرين ثاني الماضي وبحسب احصائية اليونامي بلغ 8127 شخصا ، فإنتفض الشخص ذاته قائلا  ” قل التلفاز ولاتقل التلفزيون ” الى متى تظلون من اذناب الاستعمار ودعاته أيها …. البربريوووووون … المتخلفون ….المراوغون!!
قلت السينما تتلاعب هذه الأيام بمشاعر الناس وأفكارهم وتروج للعنف والشذوذ والأجرام والمخدرات وقلب الحقائق فأنتفض صاحبنا قائلا ( قل السيما ولاتقل السينما ) ، قلت الآيس كريم تسبب التهاب اللوزتين ، قال ( قل الجليدة ولاتقل الآيس كريم ) قلت البيف بركر يؤدي الى ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم ، قال ( قل الكامخ ولاتقل البرغر ) قلت إليكم عني  يامن تعتنون  بالظاهر  من الأمور على حساب بواطنها ، وبالعناوين على حساب المضامين ، وبالأسماء على حساب المسميات ، قال بل قل (تبا لكم ولا تقل اليكم عني !!) .
ولعل تلكم الإشكالية تعد واحدة من مفارقات المشهد الإعلامي في الصحافة العراقية المقروءة والمرئية والمسموعة  في وقتنا الحاضر ، وأخص  منها الصحافة الورقية والإلكترونية ، فبينما يركز بعضها على المضمون من دون حساب للغة والأسلوب ، نرى ان البعض الآخر يركز على اللغة من دون المضمون وعلى نحو ماأشرت إليه آنفا وللاطلاع على نزر يسير من هذه  الأخطاء الشائعة حاورنا   عددا من المقومين اللغويين وبدأنا بالأستاذ ثامر عبد الله المصحح اللغوي في الجامعة العراقية وسألناه عن رأيه بالموضوع مناط البحث فأجابنا قائلا :
– من الأخطاء الشائعة والمؤسفة التي أطالعها كل يوم وبالأخص في الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الأجتماعي قولهم “ساهم الرجل بكتابة التقرير ” والصحيح ( أسهم الرجل بكتابة التقرير )  ، وقولهم ” قرأت كتابا شيقا ” والصحيح ( قرأت كتابا شائقا ) ، وقولهم ” الطبيب الأخصائي ” والصحيح ( الطبيب الاختصاص ) وقولهم “توزيع الحصة التموينية على المواطنين ” والصحيح (توزيع الحصة التموينية بين المواطنين ) وقولهم ” إرتكب المسؤول عملا مشينا ” والصحيح ( ارتكب الرجل عملا شائنا ) وقولهم ” شخص صالح يحتذى به “والصحيح ( شخص صالح يحتذى حذوه ) وغيرها الكثير .
*انتقلنا بعدها الى المصحح اللغوي محمد وسام وبادرناه بالسؤال الذي حير الكثير من المتابعين  فغالبا  مانسمع  و نقرأ وعبر وسائل الإعلام بعض الأخطاء النحوية ففي إحدى  النشرات الإخبارية على سبيل المثال قال مقدم النشرة ” خرج العشرات من أعضاء نقابة المحامين (بمظاهرة ) عارمة قدموا خلالها (مطاليبهم)  الى المسؤولين فماذا تقول في ذلك ؟
– أنصح معدي النشرات الإخبارية بمطالعة بل وحفظ التصويبات اللغوية عن ظهر قلب ،فبحكم عملي الطويل والمرير في مجال الأعلام استطعت ان أشخص أخطاء كارثية في هذا المجال الحيوي أجد من الضروري تصويب بعض منها من باب قل ولاتقل على خطى العلامة الكبير الدكتور مصطفى جواد رحمه الله وعلى النحو الآتي :
– قل مطالب المتظاهرين ولاتقل مطاليب .
– قل تظاهرات عارمة ولاتقل مظاهرات عارمة .
– قل الطبيب الخافر ولاتقل الطبيب الخفر .
– قل تخرج في الجامعة ولاتقل تخرج من الجامعة.
– قل أذعن له ولاتقل رضخ له.
– قل خارج على القانون ولاتقل خارج عن القانون .
– قل خارطة العالم العربي ولاتقل خريطة العالم العربي .
– قل لاسيما ولاتقل سيما .
-قل سماه ولاتقل أسماه .
– قل نشرة الأخبار الرئيسة ولاتقل نشرة الأخبار الرئيسية .
– قل أكد ان ولاتقل اكد على ان .
– قل سار على أثره ولاتقل سار اثره.
– قل هذا الأمر غير منطقي ولاتقل هذا الأمر الغير المنطقي.
– قل إلتقى عمداء الكليات ولاتقل التقى بعمداء الكليات.
– قل صحح الخطأ اللغوي ولاتقل صلح الغلط اللغوي.
– قل أعلن انسحابه من القائمة الانتخابية ولاتقل (أعلن عن انسحابه من القائمة الأنتخابية )وكلاهما صحيح إلا أن الأول أصح.
– قل سرق الأميركان 16ألف قطعة آثارية ، ولاتقل قطعة أثرية .
– قل ما يؤسف عليه حقا ولاتقل ما يؤسف له .
– قل على وفق المنهج المدروس ولا تقل وفق المنهج .
– قل المسجد الجامع أو المسجد ولا تقل الجامع أو غيرها من الأسماء لأن الله تعالى لم يسمه بغير ذلك  ( ان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا ) وقوله تعالى ( ولمسجد اسس على التقوى ..) وقوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ….) .