18 ديسمبر، 2024 10:06 م

من حيثيّات الضربة الصاروخية الأمريكية .!!

من حيثيّات الضربة الصاروخية الأمريكية .!!

لم تستفد القيادة العسكرية السورية ” اطلاقاً ” من تجربة حربي 2003 & 1991 في مضاعفة تحصين اوكار ومخابئ المقاتلات والقاذفات السورية في قواعدها الجوية , ضدّ الضربات الصاروخية الأمريكية التي تنطلق من البوارج والسفن الحربية الأمريكية , وإلاّ ما كان أن تحدث هذه الخسائر في قاعدة ” الشعيرات ” الجوية , والتي تتضارب وتتناقض الأخبار عن حجم تلك الخسائر المؤسفة .
الضربة الأمريكية بِ 59 صاروخ من ” توما هوك ” وليس بِ 60 صاروخ .!! , فأنّ أبعادها ومضاعفاتها , وكذلك ردود الأفعال ” غير المحسوبة ” امريكياً , لما ستقود وتؤدي اليه هذه الضربة , فأنه سيفوق حتماً الخسائر السورية و سواءً بعدد الطائرات المتهشمة او الرادار والورش الفنية الخرى في تلك القاعدة الجوية , وخصوصاً بالأخذ بنظر الأعتبار أن روسيا ستقوم بتعويض تلك الخسائر في أيامٍ قلائل .!
الضربة الأمريكية أدّتْ فيما أدّتْ الى نوعٍ من الحرب الباردة ” في ميدان الإعلام الآني ” بين المعسكر الغربي وبين معظم دول العالم الأخرى غير المرتبطة بأمريكا , عدا ما يمكن احتماله من ردود افعال روسية ” غير متوقعة ” ضد السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة التي قام بالتبشير لها الرئيس ترامب منذ حملته الأنتخابية . وقد انطلقت بالفعل حرب التصريحات من امريكا اولاً لتسويغ وتبرير الضربة الصاروخية < قبل اجراء تحقيقٍ دوليٍ نزيه ! لتحديد الطرف المسبب لها > .! وكذلك التصريحات المضادة في بعض دول العالم ذات العلاقة .
ومن غير المستبعد أن تؤدي الضربة الآمريكية الى افرازاتٍ غير محسوبة , كحدوث اعمال ارهابية انتقامية ضد المصالح الأمريكية او ضد الدول المتحالفة معها , وخصوصاً أنّ القصف الصاروخي الأمريكي الأخير قد أحدث حالة من الأنتعاش النفسي لتنظيمات المعارضة السورية ” الأسلامية المتطرفة ” وغيرها ايضاً . ومن الواضح كذلك أنّ التصرّف الأحادي الأمريكي الأخير سوف يُضعف دور الأمم المتحدة في العالم او في الشرق الأوسط , طالما أنّ هذا التدخل العسكري الامريكي قد جرى من دون قرارٍ دولي سواءً من مجلس الأمن او من UN بل قبل الكشف عمّن تسببب ” بمجزرة السلاح الكيمياوي ” سواءً كانت المعارضة السورية او النظام . ومن الوارد تصعيد الحوثيين لضرباتهم الصاروخية ضد السعودية التي لم تؤيد الضربة الأمريكية فحسب بل أنّ الملك السعودي قد بعث ببرقية تهنئة ! لهذا القصف الأمريكي , الساحة اللبنانية ليست بمستبعدة من حدوث الأضطرابات والقلاقل ايضاً .
نعودُ ونقول أنّ ردود الأفعال على القصف الصاروخي الامريكي , قد تفوق تأثير تلكم الصواريخ عسكرياً وسياسياً .