22 ديسمبر، 2024 5:06 م

من حكايات الحرب والسلام

من حكايات الحرب والسلام

بين الانسانية والخطط العسكرية….
القيارة بوابة النصر وذكرياتها مع الظلام …
بقلم إبراهيم المحجوب…
الجزء الاول
لم تبدأ ساعة الصفر لتلك المعركة ولكن الجميع يترقب المجهول بين من وضعه اليأس في عالم الخلاص بأي طريقة وبين من ينتظر الفرج للقاء من فارقهم منذ ثلاثة سنوات تقريباً وهو يتأمل حياة جديدة ربما سوف تكون صعبة بعض الشيء ولكنها افضل من دوي المدافع والجثث الممددة بالشوارع…..
الموقف متأزم جدا ودوي المدافع اصبح مسموع في بعض المناطق.. القيادة العسكرية يساعدها طيران قوات التحالف الدولي وضعوا خططهم العسكرية وقرارهم واضح وصريح ناحية القيارة اولى محطات التحرير في محافظة نينوى..
نعم انها القياره هذه المدينة التي كان يسكنها قبل عام 2003  عوائل من كل اطياف المجتمع كونها من المدن الصناعية  ويوجد في اطرافها عدد من  ابار النفط وفيها مصفى للنفط تاسس قبل اكثر من نصف قرن وما زال مستمراً بالخدمة.. يسكن في هذه المدينة اليوم العدد من  ابناء العشائر المختلفة ويعيشون بإلفة ومحبة وسلام…
كانت القوات العسكرية بكل صنوفها تجتمع على الجهة الشرقية قرب قضاء مخمور والتي حددت لها المكان والزمان القيادة العامة للقوات المسلحة حتى تكون بداية الانطلاقة من هناك ولكن المشكلة الاولى هي مشكلة عبور نهر دجله حيث كان الجسر الرئيسي الكبير الذي يربط ناحية القيارة بالساحل الايسر قد تعرض لتفجير بعض مفاصله واصبح خارج الخدمة ولذلك مسألة بناءه واعادته أمر صعب  وفي حاجة الى وقت كبير..
كان قرار القادة العسكريين بناء جسر عسكري وبالسرعة الممكنة حتى يباغتون العدو بالعبور الى الجانب الايمن وتبدا من هناك المعارك…
نعم العيون كلها تترقب الى ناحية القيارة واهالي منطقة جنوب الموصل يعرفون اهميتها من الناحية الجغرافية كونها حلقة الوصل بين محافظة نينوى ومحافظة صلاح الدين وكذلك تعتبر معبر مهم للوصول الى اقليم كردستان..
في هذه الاثناء كانت القيارة هذه المدينة التي تحتوي على آبار النفط المشتعلة والتي غطت سحب الدخان فيها المنطقة بأكملها..
لقد اصبحت المدينة مشلولة الحركة بالكامل فلا يتنقل بين ازقتها وشوارعها الا عدد من المقاتلين الاجانب واغلبهم من القناصين الذين تمركزوا فوق سطوح منازل الاهالي..
عوائل مختبئة وخائفة لا تعرف مصيرها المجهول وتحسب الساعات وهي تسير ببطىء شديد.
ومع كل هذه الاجواء والقيارة تعيش تحت القصف الجوي الكثيف الذي يعالج اهداف العدو من الجو..
طائرات لا ترى بالعين ولايسمع صوتها ولكن الجميع يعرفها اثناء اطلاقها للصواريخ وهم يسمعون صوته كالرعد  وهو قادم ويعيشون معه لحظة الانفجار ومدى المسافة بينهم وبينه واحيانا تجد الشظايا المتفجرة منه تصل الى سياج المنزل الذي يختبؤون به…
لحظات قاتلة وانت تنظر الى اطفالك وعائلتك والجميع يعيشون داخل منطقة الخطر ومع سقوط كل صاروخ تنطق الافواه وبلا شعور كلمة ((الله اكبر  ))…
هناك في الجهة الاخرى تنتشر القوات المسلحة بكل صنوفها. يقودهم احد جنرالات الجيش العراقي المتمكن والمتمرس بأجواء المعارك والفارس الشجاع الذي يعرف ان نتيجة كل معركة النصر او الشهادة..
انه الفريق الركن عبدالغني الاسدي قائد جهاز مكافحة الارهاب والذي يضم فرق عسكريّة من القوات الخاصة متدربة على فنون القتال في الشوارع  من جهاز مكافحة الارهاب والقوات المتمركزة معها من قيادة الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات نينوى وعدد من الالوية من المتطوعين من الحشد الشعبي والعشائري..وافواج من الشرطة المحلية..