ان الحرب على الارهاب هو من المشاكل الكبرى في العصر الحديث ناهيك عن المشاكل في تعريف كلمات مثل الحرب أو المقاومة أو الغزو أو التحرير التي تختلف معانيها و أسلوب استخدامها حسب الاتجاهات السياسية و العقائدية للشخص .
الحرب على الارهاب في زماننا الحالي اصبح حرب وجود و الاخطر والاهم في حروب لم يشهد مثلها العالم عبر التاريخ الانساني وقد ابلت القوات العراقية المسلحة المشتركة بكل فصائلها ومكوناتها مع القوات الشعبية المتطوعة الاخرى بكل مسمياتها بلاءاً حسناً وشجاعة نادرة في تاريخ البشرية وهو نموذج للوفاء والحرص على جغرافية الوطن والانسانية بعيداً عن الشكوك والتردد ودليل كبير على القدرات في اختيار المرحلة التي لايوازيها فكر وايدلوجية في العالم جميعاً .
لقد اراد التكفيريون ولازالوا مع بقايا البعث ودواعش السياسة وبغطاء سياسي ان ينشروا الافكار الهدامة والظلم والاستبداد والقتل والاستيلاء على العقول لايقاف مسيرة الحضارة التي يتميزبها و الإيقاع بتاريخ بلدنا العزيز بموزاييك من اللغات والأديان والقوميات التي تميز به عن الكثير من البلدان والتي استقرّت في قلب جغرافيتها و تاريخها ولكن جوبهوا بسر عظيم وارادة صلبة هو قوتنا ووحدتنا التي اجتمع العراقيون عليها لمواجهة كل الافكار الشاذة التي تطاولت على حضارته وتاريخه والتي عملت عليه ايد خبيثة كانت تريد العبث بالارض والانسان واوصلت قوة الظلام الى بلدنا ونكبته بمحنة الارهاب .
لهذا ترى ان تلك الايادي اليوم تحاول الانتقاص مرة اخرى من وحدة اطيافة ومكوناته وانتصارته العظيمة التي شهد لها العالم واعادة الساعة الى الوراء بدعم خارجي وعملاء من الداخل من اجل اعادة الوجوه القبيحة الى العملية السياسية ،التي كان لها دورفعال لدعم المجموعات الارهابية من خلال التظاهرات وخيم العارة والشنار و بدل الوقوف مع اخوانهم في دحرهم لهذه العصابات وهروبهم الى دول الجوار في ظل ليال سوداء على موائد الرذيلة ، يعودون مرة اخرى بدعم من عملاء الداخل للجلوس على موائد الخزي للتأمرعلى شعبنا .
يقينا ان بعض الخونة ما يزالون يتوسدون خياناتهم ويرفضون العراق الجديد ولا يبالون في موتهم السياسي ويعيشون بفضائحهم وبمزيد من الاحتقار والنفور حتى من تعاطف الشارع الذي ينتمون اليه بشكل خاص وشعبنا بشكل عام لهم و بعد ان اصبحوا مصدرنفور منهم لانهم كشفوا اهدافهم التي تتركز اساسا على محاولات تنصيب انفسهم كقيادات للاكثرية من اخوتنا من الطائفة السنية العزيزة في العراق ، ولكن ليس حبا بهم ، بل من اجل مصالح شخصية فقط في ظل مرحلة مشرفة ومشرقة في تاريخ شعبنا وهو يخوض غمار اشرس معركة نيابة عن العالم من اجل الكرامة والاستقرار والعيش السعيد عابرة الطائفة والمذهب والقومية معززة بالانتصارات المبهرة وبفخرلكل بطولات الرجال الشجعان وهي تسعى لتوفير افضل الظروف بعد التقدم و النصر على عصابات الارهاب وايصال رسالة واضحة لجميع القوى السياسية في العالم بتجاوز الكثير من المشكلات وتوطيد العلاقة الداخلية بمسؤولية وروحية مشتركة في بناء العراق على اساس روح المواطنة وخطوات البلد المستقل الحر الذي يخدم الانسانية والايمان بالعراق المتنوع ديناً ومذهباً وقوميةً برؤية منفتحة على الاخر في هذه المرحلة الحساسة والتي افتقدها الكثير من السياسيين في المرحلة الماضية وابتعادهم عن العقلنة تجاهلاً من البعض وجهلاً من الاخرين.
ان الواجب يتطلب العمل على مساندة القوات الامنية المسلحة المتوحدة للدفاع عن الكرامة والعزة المتمثلة بالجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري البيشمركة من كل المذاهب والقوميات و ابعادها عن المراهنات السياسية ، والانتصارات وما تمثله من قيمة إنسانية ناصعة النقاء ولامعة البهاء، تتمثل في الإباء والعناد والبذل والتضحية التي لا تخل بالمبدأ..
ولا تتنافى مع الهدف الأسمى التي انطلقت من أجل الوصول إليه ، يتوقف في مضمارها الصعب، الضعيف وصاحب النفس القصير والهمّة الصغيرة والأهداف الحقيرة التي سرعان ما يسقط صاحبها أمام أول عقبة.. أو أصغر هضبة.. أما بالترغيب تارة.. أو بالترهيب تارة أخرى . أن شعبنا لا يشعر ازائهم باي احترام بعد خياناتهم التي تجاوزت كل الحدود .
كما وعليهم ان يدركوا أن شعبنا يعيش ضدهم حالة من الغليان كمجرمين باعوا ضمائرهم وربطوا مصيرهم من خلال عار مؤتمراتهم مع مجرمي البعث والهاربين من العدالة .
على القوى الخيرة حماية هذه الانتصارات ورجالها من تلك الايادي التي تريد تشويه صورتها او بالإساءة اليها من تسييسه او وصمها بالطائفية او امور أخرى بعيدة عن افراد هذه القوات ، انهم لم يضحوا من اجل مكاسب ، من باب خير الجهاد جهاد النفس ،لان تحرير كل شبر من هذه الأرض الطيبة وأهلها الكرام يكلف الشعب العراقي عشرات الشهداء والجرحى والمعاقين والمزيد من الخسائر المادية ، بما في ذلك دور السكن ومحال العمل والبنى التحتية والكنائس والمساجد ودور عبادة أخرى و من باب المواطنة المضحية الشاعرة بكبر المسؤولية في الدفاع عن القيم وفي تقديم العون من باب الواجب الاخلاقي والديني لكل محتاج ونحن الان في المراحل الاخيرة من اعلان النصر في المعركة وعلى الساسة تجاوز المسميات والارتفاع الى اعلى مستويات المواطنة للحفاظ على ارض الوطن وديمومة تقدمه والحفاظ على تاريخه وحضارته ومقدساته التي انعمها الله بها وضرورة تعاون ابنائها لتحقيق دولة فيها الكرامة والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية في التّضامن والاتِّحادِ قوّة، ومَنَعَة، وقدرة على دفعِ العدوانولتأسيس دولة مدنية يشارك فيها الجميع بعيدة عن العسكرة تليق بمواصفات العيش المشترك، التي هي جينات المجتمع ، لتعلوا في قمم الوحدة الوطنية العالية، كنزنا المدني ووضع حدة للعنف و شراسة الارهاب لنصرخ أوقفوا القتل نريد أن نبني ، و رسالة محبّة وسلام وإصرار على أن نكون صناع للحياة .