نشير أولا إلى بعض الإجراءات التي عالجت الإرهاب ،وأهمها القانون الدولي الإنساني الذي حرم وأدان الإعمال الإرهابية في جميع الظروف وبلا شروط ودون استثناء وطالب الدول العمل على مكافحته ، كما إن جميع الدول الإطراف في الصكوك الإنسانية ملزمة بالملاحقة القضائية لأي شخص يخالف الحظر المفروض على الإرهاب ، وكذلك قانون النزاعات المسلحة يواجه الإرهاب وقت السلم ، وتخضع الإعمال الإرهابية للملاحقة الجنائية من قبل السلطات الحكومية المختصة وفقا للقوانين المحلية .. كما منعت اتفاقيات جنيف الأربع الإعمال الإرهابية في النزاعات الداخلية من أي شكل كانت منعا مطلقا .. .وبسبب الإعمال الإجرامية الهمجية فقد اتفقت دول العالم على مكافحة الإرهاب بكل الوسائل ومما لاشك فيه إن معظم ضحايا الهجمات الإرهابية في العراق مدنيون….وأخرها الجرائم التي نالت الزوار في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام .. بالإضافة إلى قيام الارهاب بضرب المؤسسات الحيوية لخلق الفوضى.. وتخريب الممتلكات الثقافية كما حصل بسرقة المتاحف والآثار والمكتبات وحرق المؤسسات الثقافية وغيرها بحضور وإمام أعين المحتلين رغم إن ( المادة 4من اتفاقية لاهاي الصادرة في 14/أيار/1954 ) تلزم المحتل بحماية هذه الممتلكات من أي عمل عدائي ضدها في حالة النزاع المسلح ( وهذا لم يحصل) ورغم إن الإرهاب ظاهرة اجتماعية ذات متغيرات ..لكن اتفاقية جنيف المؤرخة 16/تشرين الثاني /1937 تعرف الإعمال الإرهابية بأنها إعمال إجرامية موجهه ضد دولة أو يقصد بها خلق حالة رعب في أذهان أشخاص معينين أو مجموعة أشخاص أو الجماهير .. أما مصطلح الارهاب العربي يعتبر :*الإرهاب جريمة دون استثناء *الإرهاب هو استخدام العنف والتهديد ضد حياة البشر * الإرهاب وسيلة لبلوغ أهداف سياسيه وإستراتيجية.
وبعد هذا الوصف .. يعلم العالم كله ما أصاب شعبنا العراقي من مآسي وويلات بسبب الإعمال الإرهابية العشوائية ضد المدنين ، دماء سالت كالأنهار ، وأرامل، ويتامى، ومعوقين ،وقتل وفساد، قال الله تعال ( (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ص – جرائمهم تنطبق عليها قانونا إحكام الإعدام جزاء لهم.. وبنفس الوقت يحق لنا إن نعرف كيف وصل هؤلاء قاتلي شعبنا ومن جاء بهم إلى العراق الذي كان خال من الإرهاب وعملياته قبل عام 2003 *** واضح أن الاحتلال وما افرزه من همجية لتدمير البنية التحتية وحل الجيش والشرطة – حماة الوطن -.. هو الذي سمح للارهابين دخول العراق ( تعمدا ) وفتح لهم منافذ الدخول التي أفرغها من المكلفين بإدارتها.. وبمرور الوقت تبين : إن دول الاحتلال إرادة حماية بلدانهم وإبعاد ضربات الإرهاب عنها بإغواء الارهابين وتسهيل دخولهم العراق ، على أمل تجمعهم وضرب وقتل اكبر عدد منهم .. وتجاهلوا وهم دعاة حقوق الإنسان مسؤوليتهم إمام القوانين الدولية في حماية المدنين كونهم دول احتلال .. بل عملوا العكس وأودعوا المدنين تحت رحمة تفجيرات الإرهاب الانتحارية ومآسيه .. إن أبناء وطننا لا يمكن إن يسهموا بمثل هذه الجرائم مع الغريب ضد أبناء جلدتهم أبدا ** وفي لقاء الدكتور الجعفري رئيس الوزراء السابق مع قناة البغدادية بث يوم الجمعة 13/1/2012 سئل عن عدد الارهابين من العراقيين الذين قاموا بتفجير أنفسهم ؟؟ أجاب ولا عراقي فجر نفسه ، وأضاف أنهم من دول عربية وإسلامية .. ومن كل ذلك يتضح لنا إن الإرهاب ادخله المحتل وان قتل المدنين العشوائي هو من عمل الارهابين الأجانب ..ولا دخل لأي عراقي بقتل أخيه .. ولما كانت جميع القوانين الدولية تقر مبدأ مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة .. فان أي عراقي قاوم الاحتلال بأي شكل من الإشكال ولم تتلطخ يده بدم العراقيين لا يدخل عمله هذا ضمن إعمال الإرهاب على الإطلاق .. بل هي من الإعمال النضالية ضد الاحتلال والغزو الهمجي .. لهذا وبعد خروج المحتل من أرضنا يتوجب على السلطة في العراق إعادة النظر وإطلاق سراح جميع المعتقلين العراقيين الذين قاوموا قوى الاحتلال الغاصب ولم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين ويعزز ذلك (البرتوكولات المتعلقة بحروب التحرير الوطني ).. في المنازعات المسلحة التي تناضل فيها الشعوب ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي .
[email protected]