23 ديسمبر، 2024 1:38 م

من تمسك بخطتكم فهو آمن .. ومن تشبث بلحية عمار فهو آمن

من تمسك بخطتكم فهو آمن .. ومن تشبث بلحية عمار فهو آمن

إنه وطن – بمعنى ادق – كان وطنا ، هجره اشقاؤه وتركوه رهنا تعبث به العاصفات عصفا ، وتزدريه الموريات قدحا ، ثم قدموه على طبق من مرمر الى أعدائه ليشمتوا وينهشوا مافيه من ناصعات وراسخات ، ويخمشوا وجهه الغض بمخالب من فولاذ صدئ ؛ وجئ بكل من لفظته معاني الشرف ليتقدم الصفوف ومن ورائهم رعاع لاتعرف لها أصلا ولا فصلا يرتدون العمائم ويحضون الناس على الاقتداء بهم كي يضمنوا لهم جنات الفردوس نزلا ! .. ولو فتشت مليا ونظرت لوجدت العجب العجاب ، زناة في الليل ومتدينون في النهار .. يحثون الخطى صوب كربلاء سيرا على الأقدام وهم مقتدون ببقايا إمرأة عاهرة سافلة أماطت اللثام عن عورة تقشعر منها الأبدان ، وقد رموا الله خلف ظهورهم وتنادوا بمرجعيات لاتفقه سوى التمتع بالنساء أنّى شاءوا وشاء لهم الهوى ، مع تحريم مصافحتهن بالأيادي لأنه رجس من عمل إبليس . فاستمرءوا الخيانة وجعلوها شعارا لم ودثارا فبدأوا بجيشه العرمرم وجعلو منه شذرا مذرا ثم ثنوا بعلمائه ليشبعوهم قتلا وسحلا وتشريدا لينعموا برخاء غيرهم من المحتالين المتعطشين لسفك دماء مسلمة يسمونهم أنفسنا ( السنة ) .. لم تكن خدمة الوطن نصب أعينهم إنما مايحتويه من عقود ونقود ونساء فاتنات . 
فحلت اللعنة على كل من عارضهم ثم أسكنوه دار البوار ، وثلثوا بارضه المعطاء فحولوها الى مكب ضخم للنفايات ولقذاراتهم ، والأرض التي سلمت استحوذوا عليها بثمن بخس لا يكاد يبين . وازهقوا الزراعة فيه وشيعوها الى حيث يسكن أخوالهم الفرس وبادلوها بباقات من الفجل والثوم ! ثم أردفوها ببعض من اوراق الحشيشة المسلفنة بفتوى جهلاء المعممين الذين لم يقربوا الصلاة إلاوهم سكارى ، فمن تمسح بلحاهم فهو آمن ، ومن أغدقت عليه عطاياهم فهو آمن ، ومن سرق العراق فهو آمن ، ومن قتل الملايين فهو آمن ، ومن تمسح بعباءة مقتدى فهو آمن ، ومن شرب المدامة فهو آمن ، ومن سلّم ارض العراق للفرس فهو آمن ، ومن سمح لفلاح السوداني بالهرب فهو آمن ، ومن إنبطح للميليشيات فهو آمن .
حقا أنه كلام يدمي القلب – ياسادة ياكرام – فهاهي العاصمة تبدو مقطعة الاوصال بدعوى حماية الناس في العيد ولا ندري عن أي عيد يتكلمون ؟ .

تهيأوا لما هو آت ، هاهم سفلة القوم ينسلون من كل حدب ليغتالوا الجمال في بلدانكم ويستحيون نساءكم ؛ أليس فيكم رجل رشيد ؟ أم أن الورق الأخضر قد أعمى بصائركم فتحولتم الى ديدان تبحث عن الروث لتنافح شيئا ما أوغر في صدور نسائكم فاصبحن بلا رغبة فيكم ؟ سيستمر قتلنا وقتلكم بكل الطرق المتاحة وفق مفاهيمهم ، وسيسحلوننا سحلا لاهوادة فيه ، بمرآى مجلس الامن العتيد ، ذلك المجلس الذي يغض الطرف عن مدللته ( اسرائيل ) في الوقت الذي يفتحهما عن بكرة ابيهما حيال العرب والمسلمين .

لاتحزنوا لو جاءكم الخبر اليقين لينقل لكم وفاة وطن اسمه العراق . والفضل لكم في السكوت ومن قبله الانبطاح على البطون .. إستمروا بالانبطاح سيعتلينا ويعتليكم الشبقون والمعممون عبر تصدير ثورتهم الى نسائكم قبل رجالكم . فهل فيكم رجل رشيد ؟

استوقفتني عبارة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أهديها للمؤمن جدا والزاهد جدا عمار أبن أبيه ، تقول العبارة : (( من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا )) فأين انت – أنتم – من كلام أمير المؤمنين ؟ أتحداكم أن تردوا .. فاصل وأعود .