الموصل, تلعفر, الرمادي, تكريت, هيت, جلولاء, وغيرها من المناطق التي سقطت الواحده تلو الاخرى بيد داعش كأحجار الدومينو وبسهوله مضحكه, نجد في المقابل صمود مشرف لمناطق اخرى كالضلوعيه وامرلي.
فلماذا سقطت هذه وصمدت تلك؟؟
وبعيدا عن الأقاويل في انسحاب الجيش من الموصل بمؤامره يقال ان ورائها المالكي واحيانا يقال تورط كبار ضباط الجيش مع البرزاني ومرورا بهروب او انسحاب البيشمركه من سنجار وغيرها من الاقاويل التي لم تعد مهمه.. فإنه من المفيد ان نضع النقاط على الحروف ونعرف لماذا تسقط كل تلك المدن بهذا الشكل الدراماتيكي؟
في تصريح لأثيل النجيفي موخرا, طالب اهالي تلعفر من التركمان السنه ان ينأوا بانفسهم عن موالاة داعش, وقال انه لايمكن ان يحسب مئات التركمان الدواعش على مئات الآلاف من اهالي تلعفر.. هذا صحيح ولكن هل يمكن لداعش ان تجتاح وتحتل تلعفر دون مساعدة هؤلاء البضعة مئات؟؟
الامر نفسه حصل في بقية مناطق العراق.. ففي وجود حواضن وموالين لداعش لدواع مذهبيه فإن داعش ستبقى في العراق الى يوم يبعثون.
فالخطر ليس في داعش وحدها ولا في فكرها المتطرف فقط دون وجود الحاضنه التي تسهل عمل داعش في الخفاء والعلن.
ففي بعض مناطق تكريت والفلوجه والرمادي وديالى نسمع عن اصوات استغاثه من الناس هناك وهي تطلب مساعدة الحكومه والجيش وهم يعانون خيانة بعضهم وبيعهم لداعش ,وهذا ليس سرا وليس من الانصاف ان ننكر وجود حواضن لأن اهالي تلك المناطق هم من يعترف بذلك فلا داعي ان نكون ملكيين اكثر من الملك..
ولو ضربنا مثلا عن صمود بعض المناطق في العراق واخذنا امرلي هذه الناحيه التي صمدت لبضعة شهور وابطالها يقاتلون على جميع المحاور المحيطه بهم الى ان تم تحريرهم.. فلو كان هناك من يوالى داعش فيها لما صمدت اكثر من بضعة دقائق.. والأمر نفسه في ناحية الضلوعيه التي صمدت بعد ان تم رصد الموالين لداعش وتمت تصفيتهم وطردهم من الناحيه لتضرب امرلي والضلوعيه مثلا في ان المذهب لاعلاقة له بالإرهاب بقدر ماهو اخلاص ووطنية المواطن نفسه الى ارضه واهله ووطنه..
الامر ينطبق على كل المناطق التي تواجدت فيها داعش كديالى وكركوك وغيرها من المناطق التي استطاعت داعش اختراقها بعد تورط بعض اهالي تلك المناطق في مساعدة داعش على اختراق مناطقهم.
ومن المفيد ان نضرب مثلا من خارج العراق ..فكذلك الامر نفسه ينطبق على كوباني في سوريا, تلك المدينه التي صمدت طويلا في صد هجمات داعش الى ان سقطت ولكن بعد ان ثبت ان هناك من والى داعش من اهالي المنطقه فإستطاعت داعش احتلالها بعد بطولات سطرتها القوات المحاربه لداعش قبل ذلك..
داعش ليست بتلك الخطوره, وليست فقط سمعتها الإجراميه هي التي تجعل قلوب الناس ترتجف رعبا منهم فتسقط المدن لسماع اسمهم.. فهذه المدن الصغيره كآمرلي والضلوعيه انما صمدتا في وجه داعش بينما سقطت مدنا كبيره.. وكذلك كوباني تلك المنطقه التي صمدت وصمدت لتسقط اخيرا بسبب خيانة وموالاة البعض لداعش… معادله ليست صعبه ابدا.. فإن احببت اهلك وارضك ووطنك .. فليست هناك قوه على الأرض ممكن ان ان تنتصر عليك, والادله على ذلك اكثر من واضحه امام الجميع, فلماذا لانعترف بذلك ولماذا نضع رؤوسنا في الرمال هربا من مواجهة الحقيقه؟؟