17 نوفمبر، 2024 7:21 م
Search
Close this search box.

من “تصدير الكهرباء وتشغيل السخانات” الى “أمر دبر بالليل”

من “تصدير الكهرباء وتشغيل السخانات” الى “أمر دبر بالليل”

غالبية السواد الأعظم ليس لديهم القدرة على استيعاب تصريحات المسؤولين ” الميتافيزيقية” بسبب البعد الثقافي بين الطرفين,فبين الفينة والأخرى يطل علينا مسؤول يطلق تصريح غريب وساخر(مضحك) يثير لغطا كبيرا في الشارع ويسحب الأضواء من مشكلة الحدث الصاخب الى وضع طبيعي , البعض يتصور أن المسؤول أطلق هذا التصريح جزافا” او بدون وعي او بدون دراسة مستفيضة لحيثيات التصريح وردود الفعل, النظريات الحديثة التي اهتمت بدراسة “سيكولوجية الخطاب وازدواجية الشخصية” تفند التصور الشعبي وتدعم تصريح المسؤول,فالكل يذكر تصريح ملكة فرنسا حين خرجت الملاين
تطالب الملك لويس الرابع بالخبز وردت علهم بسخرية ( كلو كيك بدل الخبز) فقراء فرنسا نسوا الجوع والخبز وانشغلوا بكلام الملكة الغريب وبدت عليهم الضحك والسخرية لحين قيام الثورة الفرنسية,(وطاح حض الملكة) فعندما يطل مسؤول ويقول سنصدر كهرباء في نهاية عام 2013 ,هو يعرف بأنه لا ولم ولن يصدر كهرباء ولكنه يرأف بالقوارير ويضحك الشارع وينسيهم معاناة الحر وينسى مشكلة الكهرباء ويستبشر خيرا بأنه مواطن من بلد يصدر النفط والكهرباء وانشغل بهذا التصريح ونسى حجم المعاناة التي كانت تؤثر على مزاجه وهذه نعمه من نعم التفكير ” الرومنتيكي” ,مرت نهاية
العام المذكور والكهرباء من سيئ إلى أسوء وترك المواطن فكرة إرباح تصدير الكهرباء ويبحث عن ما يسد حاجته ويرفع كاهل مصاريف المولدة,بمعنى عودت الحزن والمأساة للمواطن ويحتاج شحنة ساخرة أخرى فيأتي مسؤول أخرى يسحب معاناة المواطن ويجعله لا يشعر بارتفاع درجات ويطلق تصريح اغرب من سلفه ويقول ان نسبة 12% من أهالي العاصمة بغداد يستخدمون السخانات في شهر تموز الذي يشهد ارتفاع درجات الحرارة منذ نزول سيدنا ادم عليه السلام الى يومنا هذا, تصور وأنت تعيش في أجواء يصل معدلات ارتفاع درجات حرارتها الى اكثر من نصف درجة الغليان وتشغل سخان وتسمع هاكذا
تصريح من وزير الكهرباء بالله عليكم الا تضحكون وتنسون الكهرباء وترفعون السخانات في التظاهرات ,ثم تخرج تظاهرات عمال وموظفين بسطاء أغلبهم يسكن في “خريبة” مستأجرة أخرت مرتباتهم يطل عليهم المسؤول وبحنكة العارف بتاريخة ومصدر القول ويقول لهم (هذا امر دبر بليل) البعض ضحك ونسى المرتبات والبعض الأخر ظل صامت لم يعرف معنى التصريح بسبب تواضع ثقافته لكنه ضحك بملء قريحته عندما عرف أنها من أدبيات التاريخ الخاصة بالرفيق المناضل أبو “جهل القريشي” عندما وجد الإمام علي عليه السلام نائم في فراش الرسول محمد صلوات الله عليه, الان وبعد ان عرف
المواطن نوايا السادة المسؤولين ما عليه الا الدعاء الى الله على هذه النعمة التي أنعمها وسلط عليه مثل هؤلاء المسؤولين

أحدث المقالات