22 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

من تسكر الفارة ؟

منذ الأزل والى يوم يبعثون يظل قائما الصراع بين الفأرة والبزون، لكن على ماذا ؟. لا يوجد شيء يستحق كل هذه المطاردة المزمنة. هل آباء وأجداد الفأرة مطلوبين ثأرا والأجيال اللاحقة لا تعرف الدم بالدم والأنف بالأنف والأذن بالأذن والبلعوم بالبلعوم حتى كل واحد(يدير باله على لغاليغو)؟. هل النزاع على غريزة الجوع، إذا علمنا ان الفأرة ليس فيها شرح ولا عظم، فما هو الداعي لمطاردتها من قبل القطط السمان والله للطارد والمطرود؟.
يقال القط جاء من عطسة الأسد، فهو ابن الأسد وله سبعة أرواح، أما الفأرة ذات الأقل من ربع روح، التي يظن الأسد ليس لها حسب ونسب ويعتبرها من الهامش وهو المركز، هي من الرعاع وهو من المتن.
 هل مطلوب مكافحة الإرهاب الصادر من الفارة، وليس في الحيوانات سواها، أو استئساد و عرض عضلات؟. المشكلة حتى الحكماء عندما يدرسون ويقومون بالتجارب ويتوصلون الى نتائج تخدم البزون فانها على الفأرة..
مسكينة الفأرة، عندما تضل طريقها، تدخل في البيوت أو دوائر الدولة.. هناك إنذار وهلع وخوف على الأطفال والمدخرات والملابس والمفروشات والأدوات ومخازن الأطعمة والصيدليات..تعاني منها ربات البيوت وأرباب العمل والسياسة والاقتصاد والعسكرية وصولا الى الوثائق..
حتى الفأر فيما بينهم، زرعوا في اللاوعي الجمعي الاستهانة والاستكانة بأنفسهم وللقدر،  يقومون بإرسال الكبير والضعيف كبش فداء الى الأماكن التي يراد دخولها كعمل استخباراتي خيطي، حتى إذا لم يعود فهو ضحية لا يسلك الفئران نفس الطريق.
السراق يضربون به المثل، في إنهاء اقتصاديات البلدان والأمم وصولا الى البيوت حتى البسيطة حيث يلوذ المتهم الحرامي بالحيلة والمكر( الحيلة حيلة النسوان الفارة ماكله الگطان! ؟).
بالرغم من حداثة الحياة وتجارب الصيد والقتال المتطورة وأسلحة الدمار الشامل الى الكاتم، لكن ظلت طريقة البزون كما هي، ينفش شعره ثم يأخذ (بوزه) والفأرة تتوقف عن الحراك ثم ترتجف. تبدأ المطاردة، تتوقف المطاردة بتوقف حياة الفأر. ثم تعود من جديد بفأر جديد أما البزون نفسه، لأن البزازين يستبدلون الفأرة ويبقون على نفس (العتوي)!.
هذا الهامش المستضعف الذي يوصم بالفأرة، البزون يعيش على لحمه ودمه على نفطه وزراعته على كل شيء منحه إياه الله سبحانه  ..مطارد و ضعيف البنية، مطلوب ثأر، لا يستطيع العيش حتى على فتاة موائد القطط السمان التي تستخف بالفأر حيث يقول المثل(وگعت الفارة گالتله البزونه اسم الله). لكنه قوي الإرادة، يعيد كل مرة التجربة عندما يشعر بالغبن للحصول على حقوقه، لأن لكل مظلوم صولة وجولة حاله التمرد في داخله. الكثير من السدود انهارت تحت اقدامه الرقيقة الناعمة والكثير من الشراك والمصائد والأقفاص من قرض اسنانه اللبنية تحرر والكثير من سموم الزرنيخ تقيأها ولم يموت.. حتى انتهت دول ودول عبر التاريخ بعد انهيار حصونها المنيعة واقتصادياتها المخزونة على يد الفأر..
كثيرا ما فشلت(العتاويه) باصطياد الفئران الضعيفة ورجعت خائبة منكسرة تهز بذيولها يمينا وشمالا، صوتها خافت منخفض(ميو) مكونة من ثلاث كلمات (محد يوصل وياخذها).
هذه القطط، تنتهج نظرية المؤامرة(البزون يگيف بعمى أهله)، والفأر مستضعف(ودع البزون شحمه). لكن، عندما تسير الأمور عكس ما كان يتوقع الفأر، سيكون للفأر موقفا محرجا ويضع كل(حمل بعير بظهر بزونه).

ففي تلك الساعة المصيرية، يدوخ فيها القطط و(جابتنه الفارة طف بينه لاونه جريدي گطع تالينه)،لأن(من تسكر الفارة  ترگص على شوارب البزون).

أحدث المقالات