23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

من تجاذبات الشعائر

من تجاذبات الشعائر

هنالك فرق بين الحسين عليه السلام ونهضته وبين من يتحدث عن هذه النهضة ، والخلط عجيب فاذا ما استفسر او شكك شخص ما عن رواية او حادثة تخص الحسين عليه السلام يقدح بالانحراف عن نهج الحسين عليه السلام .

ولو ان الذين اسهبوا بما جرى يوم العاشر من المحرم كثفوا جهودهم لمعرفة سيرة الامام الحسين عليه السلام خلال عشر سنوات فترة امامته ( 50 ـ 60هـ) لاستوضحت كثير من مواقف الحسين عليه السلام في نهضته ، ولا يغرب عن عقولنا ان السلاطين والشاهات كان لهم دور مهم في هذه الاحداث ، ومعهم من يرتزق على هكذا احداث .

يذكر ان ناصر الدين شاه ( 1831 ـ 1896م) لما زار ضريح الحسين عليه السلام قام بنزع تاجه امام الضريح احتراما للحسين عليه السلام فانبرى خطيب ما قائلا ان الحسين في اشد حالاته يوم عاشوراء نادى هل من ناصر ينصرني ؟ ثم قال اتى ناصرك وهو واقف في حضرتك لينصرك ، فضج الناس بالبكاء ـ طبعا عبارة هل من ناصر ينصرني فيها بعض الشكوك انه عليه السلام لم يقلها .

هنالك حادثة على غرار هذه وقعت في كربلاء كان خطيب كربلاء يلقي خطبته فدخل متطفل يحمل على راسه طبق فيه قطع من المعجنات تسمى بالعامية ( بقصم او جرك) وهو ينادي بها للبيع فما كان من الخطيب الا انتهاز الفرصة مناديا هذا يبيع ( جرك) وعيال الحسين عطاشى ماء لم يحصلوا عليه فضج الحاضرون بالبكاء وهرب المتطفل.

نعود الى ناصر الدين الذي امر ببناء خيمة عزاء كبيرة على غرار قاعة “البرت هال الملكية” في بريطانيا التي اطلع عليها ايام زيارته لها سنة 1849م ، وكانت تقام فيها مجالس العزاء وكان العلماء منقسمين بين مؤيد وبين ساكت رافض في داخله لا يستطيع التعبير عن رايه .

كانت صيحات المعزين في حينها ” حسن حسين ” وهذه الصيحة رائعة لذكر الامام الحسن عليه السلام المظلوم لكن الان اختفى اسم الحسن عليه السلام .

هنالك من يرى اجراء تعديلات مصداقية عليها مثلا الشيخ جعفر مجتهد الشوشتري ( 1230 ـ 1303هـ) ـ لهذا الخطيب قصة رائعة ساذكرها نهاية المقال ـ وقد ذكر اعتماد السلطنة في الماثر والاثار حول التعديلات التي تصدى لها انه راى في المنام ما يدل على كذب قصة عرس القاسم فكتب الى الملك شارحا له الامر وبعد المفاوضات منع حفل عرض عرس القاسم في التشابيه .

هل يعقل ان يثبت او يحذف حدث ما بسبب حلم ؟ هكذا امور تدخل الشكوك وتسمح بتصديق الخرافة اذا ما كان الحلم سيد الادلة ، وهنا اريد ان اقول ان للسيد مرتضى العسكري ( 1332 ـ 1428هـ) قدس سره كتاب ( اكثر من 150 صحابي مختلق) وهو كتاب بمنتهى الروعة ويدل على الجهود الجبارة في البحث والتنقيب والتدقيق والتنقير للوصول الى حقيقة الاسماء والتي لا تتاتى بالهين ولكن بقوة عزيمته استطاع ان يثبت بالادلة ماهو وهمي ، الا يمكن لاحد ان يتصدى لهكذا نمط من التحقيق للبحث عن ماهو وهمي في نهضة الحسين عليه السلام وهذه النهضة لها اثرها واثارها في نهضة وحفظ الاسلام؟ .

قصة الخطيب الواعظ جعفر مجتهد ، جاءه عبد يشكو من سوء معاملة سيده له وطلب منه ان يتطرق الى وجوب حسن المعاملة للعبيد لان سيده من المواظبين على حضور مجلسه فقال له ان شاء الله سافعل ، جاء موعد المجلس وجاء العبد فلم يتطرق له الخطيب ، قال مع نفسه لعله نسى ، في المجلس الثاني ايضا لم يتطرق له الخطيب وفي الثالث كذلك فياس العبد وقال هل هو في حالي .

بعد سنة جاء سيد العبد واعطاه مبلغا من المال واعتقه وطلب منه ان يقبل عذره عن سوء معاملته له فتعجب العبد وسال سيده ما الخبر قال له ان الخطيب اليوم تطرق لموضوع العبيد فاثر بي كثيرا ، ذهب العبد الى الشيخ جعفر قائلا له شيخنا انا قبل سنة طلبت منك الحديث عن العبيد فلم تتحدث الا الان ، قال له الشيخ : نعم فاني كنت اجمع المال خلال سنة لشراء عبد واعتقته حتى عندما اتحدث من على المنبر واطالب بعتق العبيد اكون انا قمت بذلك لا اريد ان اطلب شيئا من الناس وانا لم اقم به .