23 ديسمبر، 2024 8:50 ص

من بيليه الى المجهول حويدر

من بيليه الى المجهول حويدر

غالباً ما يتم التعامل مع الأمور الغريبة التي تلامس مونديالات العالم الكروية على أنها هالة إعلامية تدعم شهرة وأضواء أي بطولة لكأس العالم، وجميعنا يتذكر تلك الأفلام التي يكون بطلها في التوقع الأخطبوط والفيل والديك وغيرها، وقد استثمرت هذه الحالات نفسيا لصقل الجمهور وكسب الثقة الزائدة بالنفس لدى المنتخبات وصارت مصانع الميديا والبروبوكاندا تعمل على قدم وساق وتسلقت أعلى المراحل وصولاً الى المرحوم الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه الذي اشتهر بتصريحات وترشيحات أغرب وأبعد ما تكون الى الواقع ولدى بيليه سلسلة متواصلة من التوقعات التي يطلقها قبل كل نسخة تتحول إلى نقمة على من يرشحه للعب دور البطل، فقد صرّح بيليه قبل نسخة 1990 قائلاً: إيطاليا هي المرشح الأوفر حظاً لنيل اللقب، قبل أن تخسر من الأرجنتين في نصف النهائي.
وفي النسخة التالية قال بيليه: كولومبيا هي أفضل فريق وستصل لنصف النهائي على الأقل بينما البرازيل تمتلك لاعبين جيدين لكنها ليست قوية كمنتخب، فازت البرازيل بالبطولة وودعت كولومبيا من الدور الأول.
وفي المونديال الذي أقيم بفرنسا، رشّح البرازيلي المنتخب الإسباني للظفر بالكأس، فخرجت أيضاً من الدور الأول.
“البرازيل ليست بأفضل أحوالها والتنافس سيكون بين الأرجنتين وفرنسا وإيطاليا والبرتغال”، كانت هذه كلمات بيليه قبل نسخة كوريا واليابان التي شهدت خروج الأرجنتين وفرنسا والبرتغال من الدور الأول، وودعت إيطاليا من الدور الثاني وحققت البرازيل نجمتها الخامسة.
أما أشهر توقعات بيليه على الإطلاق فكانت حول فوز منتخب إفريقي بلقب المونديال قبل حلول العام 2000، لكن حتى الآن لم يصل أي فريق إفريقي للنهائي.
حقيقة الأمر تكمن في أن محترفاً على مستوى بيليه كان يعي ما يقول والهدف هو الإثارة والمزيد من الشهرة والأرباح لذلك لا يمكن أن تحمل الترشيحات والصياغات والتنبؤات على محمل الجد، لذلك كله أرى ما أن افتعل من ضجة كبيرة حول كراج حويدر وكراج صويلح وزعل الأردن هي أمور شكلية ستذوب مع بدء التصفيات ويجب أن لا تنجر معها وسائل إعلام محترمة وشخصيات رياضية معروفة تعظم من حجم هذه الجعجعات الفارغة وجميعنا يدرك أنها مؤثرات خارجية فقط.
همسة …
أعتقد أن جميع الظروف مهيئة ليكسب منتخبنا الوطني فرصة التواجد في كأس العالم من ضمن 48 منتخبا وهو الرقم الأكبر حتى الآن، وأن المدرب الاسباني كاساس لديه من الخبرة بأن يبعد لاعبيه عن كل ما هو ممكن في التأثير النفسي والشحن الإضافي وعلى اتحاد الكرة أن يكون متفاعلاً مع نصائحه ويغادر تماماً ما حصل في كأس آسيا الأخيرة في قطر .