23 ديسمبر، 2024 1:34 ص

من بلاد الصقيع …. تحياتي عبد المهدي

من بلاد الصقيع …. تحياتي عبد المهدي

بسبب الظلم الذي مورس على العراقيين أبان الأعوام المنصرمة، غادر العراق، خيرة شبابه وعلمائه ومفكريه، غادر العراق، ليجد الأفاق مفتوحة أمامه في البلدان الأوربية والولايات المتحدة.
لاحبا بالعراقيين أو نكاية بنظام هدام، بل لما يملك العراقي من عقل وفطنة وخبرة في العلوم الطبية والهندسية وحتى الفنون والأدب.
أبدع من خرج من العراق مرغما، وقلبه مليئا بالحنين، لأرضه ومائه، لكن خروجه مضطرا، لم يفقده شيئا من اصراره وقدراته الإبداعية في مجال عمله واختصاصه.
فكانت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية، التي تعادل في إمكانياتها وقدراتها قدرات الكثير من الدول المتقدمة مجتمعة أول المتلهفين للعقول العراقية، واستطاعت أن تضم الكثير منهم.
كما ضمت الأكاديمية للعلوم الأمريكية في عضويتها العالمين العراقيين الدكتور صالح الوكيل الذي أحدثت أبحاثه ثورة في الكيمياء الحيوية، والدكتور فخري البزاز الذي استدعاه الكونجرس الأمريكي للإدلاء بتفسيره عن تأثير المناخ العالمي على النباتات.
وهذا غيض من فيض.
أما في مجال هندسة النفط، وهي المجال الأهم اليوم في العالم، فلا جرم أن للعامل العراقي دور لا يصدق، هذه المعلومة استقيتها من أحد المستشارين المخضرمين في شركة الدانوب الأوربية لاستخراج النفط، أذ قال لي وبالحرف الواحد ” في مجال ربط الأنابيب، نجد من الصعوبة أن يتقن العمل هذا، عامل لحام حتى وأن كان مختصا، ويوجد لديكم في العراق، نخبة من أفضل عمال اللحام في العالم “
وجرنا الحديث عن مهندس عراقي هرب من ظلم وبطش النظام السابق، أصبح نجما ساطعا في البحوث النفطية وطرق استخراج النفط الحديثة من منصات بحر الشمال العنيدة الصعبة، على أشد الرجال.
هذا البطل العراقي، أستطاع بعد بضعة أشهر من عمله في هذه المنصة، أن يطور منظومة لتوفير الطاقة الكهربائية للمنصة وتقلل من استهلاكها، للوقود المستخدم في عملها.
ولم يمض كثير من الوقت حتى أصبح واحد من ألمع مدراءها التنفيذيين بسرعة قياسية، وتم تكريمه من قبل عدة منظمات دولية مختصة بشؤون النفط.
الحديث عن هذا العراقي أثار في رغبة اللقاء به، واستطعت عن طريق بعض الأصدقاء أن القاه، وبعد حديث وسؤال عن مستفيض عن العراق وأهله، وترحيب حار لا يمتزج وصقيع ذلك البلد الأوربي.
أقتبس نص ما قاله لي لأهميته ” العراقيين مبدعين، أنا عملت في شركات النفط العراقية في السبعينيات، وعندما كان الخبراء الأجانب يأتون للعراق لتطوير صناعة النفط لدينا، يدهشون من قدراتنا في تذليل مصاعب العمل والابتكار, المشكلة كانت في الإدارة العليا لوزارة النفط العراقية، وسيطرة النظام ورموزه على مقدراتها في الماضي، وحتى بعد 2003 لم أجد أن الوزارة نهضت بواقع النفط؛ لكن المدهش، القفزة النوعية الكبيرة، التي تحققت خلال الفترة القصيرة الماضية , والتي قرأت عنها من نشرات النفط العالمية بحكم عملي , هل عبد المهدي هو من أدار ذلك النجاح ؟ يستحق أن أقف عند هذا الرجل، الفترة قصيرة جدا لأحداث هذا التغيير. ساندوه، وابعثوا بتحياتي له”.

[email protected]