19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

من برکات النفوذ الايراني في العراق

من برکات النفوذ الايراني في العراق

التقرير الاخير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، والذي أکدت بموجبه أن 39 بلدا من بينها 31 بلدا في إفريقيا، و7 في آسيا”العراق من ضمنها” وواحدة في الكاريبي (هايتي)، تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وقد شدد التقرير أن النزاعات المستمرة والصدمات المرتبطة بالمناخ، تؤدي حاليا إلى مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، خاصة في دول جنوب إفريقيا والشرق الأدنى، التي ما تزال بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
ورود اسم العراق في قائمة الدول التي تعاني من إنعدام الامن الغذائي، على الرغم من کونه بلدا زراعيا ويمتلك النفط والغاز وثروات هائلة، لايثير الدهشة والتعجب لکل من تابع أوضاع هذا البلد بعد الاحتلال الامريکي له وإنتشار النفوذ الايراني فيه بصورة غير عادية، خصوصا وإن دخول هذا النفوذ قد إقترن جدليا بتزايد وتصاعد حدة النزاعات والصراعات الدموية فيه، والتأثيرات والتداعيات السلبية لذلك على الامن والاستقرار بحيث وکما معروف يصرف الاهتمام عن الاهتمام بإستمرار العملية الانتاجية على الصعيدين الزراعي والصناعي بالاضافة لتأثيره السلبي على التجارة أيضا.
العراق الذي يعتبر عمليا مشلولا من أکثر من ناحية، ويعاني من الکثير من المشاکل والازمات، وکلها لو قمنا بالبحث والتمحيص فيها لوجدنا أن اسبابها تعود الى نفوذ النظام الايراني ودوره المشبوه في العراق، فهذا النظام يجد في إنعدام الامن والاستقرار أفضل أرضية لإستمرار وتقوية نفوذه وإننا إذا مالاحظنا فإن النظام الايراني لم يقدم من شئ ملموس في العراق بحيث يخدم الاوضاع الاقتصادية والمعيشية فيه في حين يمکننا أن نلاحظ الکثير مما قدمه من أجل التأثير السلبي على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ولعل تأسيسه للميليشيات والجماعات المسلحة التابعة له والتي وکما نعرف صارت تهيمن کالحرس الثوري على الاقتصاد الايراني فقد صارت الميليشيات تسعى للسيطرة على قطاعات ومنافذ إقتصادية کما هو الحال في سيطرتها على أرصفة في البصرة وغيرها.
من ضمن برکات النفوذ الايراني في العراق، هو جعله من ضمن البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، رغم إننا يجب أن نشير وفي نفس الوقت الى إن النظام الايراني يعاني من الفشل الاقتصادي الذريع بشکل خاص، خصوصا وإن الفساد المستشري فيه والذي جعل الاقتصاد الايراني مشلولا والشعب الايراني يعاني من أوضاع معيشية متردية الى الحد الذي صار فيه أکثرية الشعب يعيش تحت خط الفقر، تم نقله الى العراق من خلال النماذج التابعة له وإنه وطالما بقي هذا النفوذ فإن الاوضاع في العراق ليست ستبقى على ماهي عليه وانما ستصبح أسوأ وأسوأ!