قبل دخول النفوذ الظلامي الاسود لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للعراق، کان هناك البعض ممن يعتقد بأن هذا النظام هو منبع الخير و النعيم و الرفاه، ولهذا فإنه وبعد الاحتلال الامريکي للعراق و إستشراء النفوذ الايراني في العراق، فقد أصابت هذا البعض صدمة قاسية عندما وجدوا في دور و نفوذ النظام الايراني في العراق بمثابة محور للفساد و القتل و الارهاب و التطرف و إنعدام الامن.
عندما تظهر مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 لمنظمة الشفافية الدولية ان خمسة بلدان عربية هي الاكثر فسادا في العالم وهي الصومال وسوريا واليمن والسودان والعراق، اشارت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي اليوم ” لمؤشرات الفساد في العالم ان الصومال احتلت المرتبة الأخيرة عالميا برقم 180 اي الاولى فسادا عالميا ثم سوريا في المرتبة 178 واليمن والسودان في المرتبة 175 والعراق في المرتبة 169 فيما احتلت مصر المرتبة 117والأردن بالمرتبة 59 عالميا من بين 180 بلدا تناولها تقرير مؤشر الفساد في العالم.
هل کان العراق قبل مرحلة الاحتلال الامريکي و شيوع النفوذ الايراني بقوة من ضمن البلدان المدرجة ضمن قائمة الفساد عالميا؟ بطبيعة الحال فإن الاجابة هي کلا، فالعراق منذ تأسيسه ولحد الاحتلال الامريکي کان خارج قائمة الفساد، ولکن ولکون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد هيمن بنفوذه على العراق وهو معروف أساسا بفساده الاستثنائي خصوصا عندما نجد أن جناحي النظام يتقاذفان تهم الفساد و سرقة و نهب الاموال العامة ضد بعضهما البعض، فإنه قد ساعد و هيأ الاجواء من أجل أن يغرق العراق في کم هائل من المشاکل و الازمات وفي مقدمتها الفساد کي يتسنى له ان يستمر بنفوذه في هذا البلد.
المثير للسخرية و الاستهزاء، أن يعلن القادة و المسؤولون الايرانيون من طهران من إنهم سيقاتلون الامريکان بدماء و أموال الشعب العراقي! بل وإن هناك من تطوع من الوجوه الکالحة التابعة لطهران بتبجحه بأن الامريکان مستهدفين من قبل الميليشيات العراقية، ويبدو إن الاوضاع المأساوية في العراق والتي وصلت حدا لايتاق، ليست بأفضل من الاوضاع في إيران نفسها، إذ أن الاوضاع الاقتصادية و المعيشية في إيران قد وصلت الى الحضيض وحتى إن إنتفاضة کانون الثاني 2018، لم تأت من تلقاء نفسها وانما جاءت بعد أن طفح الکيل بالشعب الايراني کما هو حال الشعب العراقي حاليا، ولاشك من إن العراقيين سينتبهون آجلا أم عاجلا الى حقيقة الدور المشبوه للنظام الايراني و لأتباعه وعملائه في العراق وعندئذ سيأتي وقت الحساب!